للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن أمت حتف أنفي لا أمت ... كمداً عَلَى الطعان وقصر العاجز الكمد

ولم أقل لم أساق الموت شاربه ... فِي كأسه والمنايا شُرَّع وُرُدُ

ثم قَالَ: هذا الشعر! لا ما تعللون به أنفسكم من أشعار المخانيث! قَالَ أَبُو بَكْرٍِ والشعر لقطري بن الفجاءة

حديث المفضل الضبي وقد دخل عَلَى المهدي فاستنشده

وحَدَّثَنَا قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حاتم، عَنْ أبي زيد، عَنِ المفضل الضبيّ، قَالَ: دخلت عَلَى المهدي، فقَالَ لي قبل أن أجلس: أنشدني أربعة أبيات لا تزد عليهن، وعنده عبد الله بن مالك الخزاعي، فأنشدته:

وأشعث قد قدّ الشفار قميصه ... يجر شواءً بالعصا غير منضج

دعوت إِلَى ما نابني فأجابني ... كريمٌ من الفتيان غير مزلج

فتىً يملأ الشيزى ويروي سنانه ... ويضرب فِي رأس الكمي المدجج

فتى ليس بالراضي بأدنى معيشة ... ولا فِي بيوت الحي بالمتولج

فقَالَ المهدي: هو هذا، وأشار إِلَى عبد الله بن مالك، فلما انصرفت بعث إِلَى بألف دينار، وبعث إِلَى عبد الله بأربعة آلاف درهم

وقرأت عَلَى أَبِي بَكْرٍ، لعبد الرحمن بن زيد:

يؤسى عَنْ زيادة كلّ حيٍّ ... خلي ما تأوبه الهموم

فلو كنت القتيل وكان حياً ... لطالب لا ألف ولا سئوم

ولا هيّابةٌ بالليل نكسٌ ... ولا ضرعٌ إذا أمسى نؤوم

وكيف تجلد الأقوام عنه ... ولم يقتل به الثأر المنيم

غشوم حين يبصر مستقادٌ ... وخير الطالبي الترة الغشوم

<<  <  ج: ص:  >  >>