للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنشدنا أَبُو بَكْرِ بن أبى الأزهر مستملي أبي العباس محمد بن يزيد، قَالَ: أنشدنا الزبير، لأبي الهيذام المري، فِي أخيه:

سأبكيك بالبيض الرقاق وبالقنا ... فإن بها ما يدرك الماجد الوترا

ولست كمن يبكي أخاه بعبرة ... يعصرها من جفن مقلته عصرا

وإنا أناسٌ ما تفيض دموعنا ... عَلَى هالك منا وإن قصم الظهرا

وأنشدنا أَبُو بَكْرِ بن الأنبارى، قَالَ: أنشدنا أَبُو العباس أحمد بن يحيى:

ولقد رأيت مطيةً معكوسة ... تمشي بكلكلها وتزجيها الصبا

ولقد رأيت سبيئة من أرضها ... تسبي القلوب وما تنيب إِلَى الهوى

ولقد رأيت الخيل أو أشباهها ... تثنى معطّفةً إذا ما تجتلى

ولقد رأيت جواريا بمفازة ... تجري بغير قوائم عند الجرا

ولقد رأيت غضيضةً هركولةً ... رود الشباب غريرةً عادت فتى

ولقد رأيت مكفراً ذا نعمةٍ ... جهدوه بالأعمال حتى قد وني

قَالَ أَبُو العباس: المطية المعكوسة: سفينة.

والسبية من أرضها: خمرٌ.

والخيل أو أشباهها عني بها تصاوير فِي وسائد.

وجوارياً بمفازة، عني بهن السراب.

والغضيضة الهركولة امرأة.

وعادت، من العيادة.

ومكفراً ذا نعمة، عني به السيف.

وأنشدنا أَبُو بَكْرِ بن السراج، لعلي بن أبي العباس الرومي:

خجلت الخدود الورد من تفضيله ... خجلاً توردها عليه شاهد

لم يخجل الورد المورد لونه ... إلا وناحله الفضيلة عاند

للنرجس الفضل المبين وإن أبى ... آبٍ وحادٍ عَنِ الطريقة حائد

فصل القضية أن هذا قائد ... زهر الرياض وأن هذا طارد

شتان بين اثنين هذا موعد ... بتسلب الدنيا وهذا واعد

<<  <  ج: ص:  >  >>