وإذا احتفظت به فأمتع صاحبٍ ... بحياته لو أن حياً خالد
ينهى النديم عَنِ القبيح بلحظه ... وعلى المدامة والسماع مساعد
أطلب بعيشك فِي الملاح سميّه ... أبداً فإنك لا محالة واجد
والورد إن فتشت فردٌ فِي اسمه ... ما فِي الملامح له سميٌّ واحد
هذي النجوم هي التي ربتهما ... بحياً السحاب كما يربي الوالد
فتأمل الأخوين من أدناهما ... شبهاً بوالده فذاك الماجد
أين الخدود من العيون نفاسةً ... ورياسة لولا القياس الفاسد
وأنشدني أَبُو المياس، قَالَ: أنشدني الأخيطل لنفسه بواسط:
سقياً لأرضٍ إذا ما شئت نبهني ... بعد الهدوء بها قرع النواقيس
كأن سوسنها فِي كل شارقة ... عَلَى الميادين أذناب الطواويس
وأنشدنا أَبُو بَكْرِ بن أبي الأزهر، قَالَ: أنشدنا الزبير:
نجوم وأقمارٌ من الزهر طلع ... لذي اللهو فِي أكنافها متمتع
نشاوي تثنيها الرياح فتنثي ويلثم ... بعضٌ بعضها ثم ترجع
كأن عليها من محاجة طلها ... لآلئ إلا أنها هي ألمع
ويحدرها عنها الصبا فكانها ... دموعٌ مراها البين والبين يفجع
وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍِ، رحمه الله، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عثمان، عَنْ سعيد بن مسعدة الأخفش، قَالَ: اعتذر رجل من العرب إِلَى بعض ملوكهم فقَالَ: إن زلتي وإن كانت قد أحاطت بحرمتي، فإن فضلك يحيط بها، وكرمك يوفي عليها، ثم قَالَ:
إني إليك سلمت كانت رحلتي ... أرجو الإله وصفحك المبذولا
إن كان ذنبي قد أحاط بحرمتي ... فأحاط بذنبي عفوك المأمولا
وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عثمان، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قلابة الجرمي، قَالَ: تخلفت عَنْ حلقة العتبي أياماً، فكتب إِلَى: تركتنا ترك رجلٍ أوحده جرمٌ، أو أغناه علم، فإن كان عَنْ جرم فعن غير إرادة بقلب ولا تعمد بلسان، وإن كان عَنْ علم غنيت به فتصدق علينا إن الله يجزي المتصدقين