بن قيس، لمصعب بن الزبير، وكلّمه فِي رجل وجد عليه، فقَالَ مصعب: بلّغني عنه الثّقة، فقَالَ الأحنف: حلاًّ أيها الأمير، إن الثقة لا يبلّغ وروى أَبُو بَكْرِ بن الأنباري كلا، قَالَ وقَالَ أَبُو بَكْرٍِ: التّبن: أعظم الأقداح.
الكلام عَلَى أنواع من القداح
الغمر: القدح الصغير الذي لا يروى، ومنه قيل: تغمّرت من الشراب أي لم أرو.
ثم القعب وهو فوقه قليلاً، والصّحن: قدحٌ عريض قصير الجدار، والجنبل: قدح ضخم خشبٌ نحيتٌ، والوأب: القدح المقعر عَنْ أبي الحسن بن كيسان، قَالَ: سمعت بنداراً، يقول: الوأب: الذي ليس بالكبير ولا بالصغير، ومنه قيل: حافر وأبٌ، والعلبة: قدح من جلود الإبل، والرّفد: القدح العظيم أيضاً، قَالَ الأعشى:
رب رفد هرقته ذلك اليوم ... وأسرى من معشرٍ أقتال
قَالَ أَبُو بَكْرٍِ والرّثيئة: التي قد صبَّ عليها ماء، وكذلك المرضّة، قَالَ الشاعر:
إذا شرب المرضّة قَالَ أوكي ... عَلَى ما فِي سقائك قد روينا
والصّريف: اللبن ينصرف به عَنِ الضّرع حاراً.
قَالَ وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بن الأنباري، قَالَ: حَدَّثَنَا العنزيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خيرة، قَالَ: كنا عند أبي داود الطّيالسي وهو يمل التفسير ولم يكن يحفظ القرآن، فقَالَ: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر: ١٠] فقَالَ المستملي: ليس هكذا القراءة، فقَالَ: هكذا الوقف عليها
مختارات من الشعر فِي الصبر والحزم
قَالَ: وأنشدنا أَبُو بَكْرِ بن دريد، قَالَ: أنشدنا أَبُو حاتم:
إذا اشتملت عَلَى اليأس القلوب ... وضاق بما به الصدر الرحيب
وأوطنت المكاره واطمأنت ... وأرست فِي مكامنها الخطوب
ولم تر لانكشاف الضرّ وجهاً ... ولا أغنى بحيلته الأريب