قَالَ: وأنشدنا أَبُو بَكْرٍِ محمد بن السّريّ السّرّاج، قَالَ: أنشدنا أَبُو العباس محمد بن يزيد بن عبد الأكبر الثمالي، ليزيد المهلبي:
لا تخافي إن غبت أن نتناساك ... ولا إن وصلتنا أن نملا
إن تغيبي عنّا فسقياً ورعياً ... أو تحلّى فينا فأهلاً وسهلاً
[جملة من أمثال العرب]
قَالَ أَبُو زيد: من أمثال العرب: لأفشنك فشّ الوطب، يقوله الرجل للاخر إذا رآه منتفخاً من الغضب أي لأذهبن إنتفاخك، يُقَال: فششت الوطب أفشّه فشًّا إذا حللت وكاءه وهو منفوخ فيخرج منه ما فيه من الريح، وقَالَ الأصمعي من أمثالهم: هما كعكمى عيرٍ، يُقَال للشيئين المستويين، ويقَالَ: هما كركبتي البعير، وهو مثله، ويقَالَ: سواسية كأسنان الحمار، مثله، وسواسية: مستوون، ولم يعرف الأصمعي لسواسية واحدا، ويقَالَ: هم كأسنان المشط، قَالَ اللحياني: يُقَال: إنتقع لونه، وإستفع لونه من السّفعة وهي السّواد، واهتقع لونه والتمع لونه، والتمى لونه، وإستقع لونه، والتقع، وإستنقع، وإبتسر، والتهم، وإنتسف، وإنتشف.
ما يُقَال فِي الدعاء عَلَى الإنسان وقَالَ اللحياني: ويقَالَ فِي الدعاء عَلَى الإنسان: ماله عبر وسهر، وحرب وجرب، ورجل، وقَالَ: ورجل من الرجلة، وعبر من العبرة، وحرب من الحرب، والحرب: السّلب، وكان أَبُو بَكْرِ بن دريد، يقول: اشتقاق الحرب من الحرب، وقَالَ اللحياني يُقَال: آم وعام، فآم: ماتت امرأته، وعام: إشتهى اللّبن، يراد بذلك ذهبت إبله وغنمه فعام إِلَى اللبن، قَالَ: ويقَالَ: ماله مال وعال، فمال: جار، وعال: إفتقر، ويقَالَ: ماله شرب بلزنٍ ضاحٍ أي فِي ضيقٍ مع حرّ الشمس، اللّزن: الضّيق، والضاحى: البارز للشمس الذي لا يستره شيء.
قَالَ ويقَالَ: ماله أحرّ الله صداه أي أعطش الله هامته، ومعنى هذا الكلام أي قتل فلم يثأر به، لأن العرب تزعم أن القتيل يخرج من هامته طائر يسمى الهامة فلا يزال يصيح عَلَى قبره: إسقوني إسقوني حتى يقتل قاتله، ومنه قول ذي الأصبع العدواني: يا عمرو إلا تدع شتمي ومنقصتي أضربك حتى تقول الهامة اسقوني