للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقَالَ: ندهت الإبل أندهها ندها، وهو سوق للإبل مجتمعة، والثلاث من الإبل تنده إِلَى ما بلغت، وإذا سيق البعير وحده فقد يقتاس له من النده، فيقَالَ: بعير مندوه، ويقَالَ: عند فلان ندهة من صامت أو ماشية، وندهة وهى العشرون من الغنم ونحوها، والمائة من الإبل أو قرابتها، ومن الصامت الألف أو نحوه.

مطلب خطبة هانئ بن قبيصة فِي قومه يحرضهم عَلَى الحرب يوم ذي قار

وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حاتم، عَنْ أبى عبيدة، قَالَ: قَالَ هانئ بن قبيصة الشيباني لقومه يوم ذى قار وهو يحرضهم: يا معشر بكرٍ، هالك معذور، خير من ناجٍ فرور، إن الحذر لا ينجى من القدر، وإن الصبر من أسباب الظفر، المنية ولا الدنية، استقبال الموت خير من استدباره، الطعن فِي ثغر النحور، أكرم منه فِي الأعجاز والظهور.

يا آل بكر، قاتلوا فما للمنايا من بد

وقرأت عَلَى أَبِي بَكْرِ بن دريد لحميد بن الثور الهلالى:

ولقد نظرت إِلَى أغر مشهرٍ ... بكرٍ توسن بالخميلة عونا

متسنم سنماتها متفجس ... بالهدر يملأ أنفسا وعيونا

لقح العجاف له لسابع سبعةٍ ... وشربن بعد تحلؤ فروينا

يعنى بأغر سحابا فيه برق أو هو أبيض.

وبكرٍ: لم يمطر قبل ذلك.

وتوسن: طرقها ليلا عند الوسن، أى وقت اختلاط النعاس بعيون الناس، يُقَال: توسنت الرجل، أى أتيته وهو وسنان.

والخميلة: رملة كثيرة الشجر.

وعون جمع عوان، وهى الأرض التى أصابها المطر مرة، وهذا مثل وأصله فِي النساء، قَالَ الكسائى: العوان: التى قد كان لها زوج، ومنه قيل: حرب عوان.

وقوله متسنم، شبهه بالبعير الذى يتسنم أسنمة الإبل، أى يعلوها.

والسنمات: العظام السنام، يريد أن هذا السحاب كأنه يتسنم التلال والآكام، أى يعلوها، وهو مثل.

ومتفجس: متكبر.

بالهدر: يعنى رعده.

وقوله: يملأ أنفسنا: تعجبا منه، وقَالَ بعضهم: لهولها.

ولقحت: نبت عشبها.

والعجاف: الأرضون التى لم تمطر، وهو مثل.

بعد تحلؤ: بعد منع من الماء.

وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الرحمن، قَالَ: سمعت عمى يحدث سران أبا العباس ابن عمه، وكان من أهل العلم، قَالَ: سهرت ليلةً من ليالى بالبادية، وكنت نازلا عند رجل

<<  <  ج: ص:  >  >>