سوى نار بيض أو غزال صريمة ... أعن من الخنس المناخر توأم
إذا راعياها أنضجاه تراميا ... به خلسةً أو شهوة المتقرم
عوازب: بعيدات من البيوت، والنبوح: أصوات الناس، والمقامة، حيث يقيم الناس، وتمّ: تمام ري العفاف يقول: هذه الإبل عوازب لعز أربابها ترعى حيث شاءت لا تمنع ولا تخاف، فلم تسمع أصوات أهل مقامة، ولم تر ناراً سنةً تامة سوى نار بيض نعام يصيبه راعيها فيشويه أو غزال يصيده، والصريمة: القطعة من الرمل وأغن: فيه غنة، والأخنس: القصير الأنف، وكل ظبي أخنس، والتوأم: الذي ولد مع غيره، وذلك أشد لضئولته وصغر جسمه، وقيل للشعبي: مالك ضئيلاً؟ قَالَ: لأني زوحمت فِي الرحم، وقيل لبعضهم: مالك ضئيلاً، قَالَ: صاف بي أبي، أي ولدت وهو كبير السن، وإذا صغر ما يشوى صغرت النار، وقوله: تراميا به أي بالغزال، رمى هذا إِلَى هذا وهذا إِلَى هذا خلسةً أي اختلاساً شبه العاشين، أو يفعلان ذلك قرماً إِلَى اللحم، وذلك لاستغنائهما عنه باللبن.
مطلب وفادة مسلم بن الوليد الشاعر عَلَى يزيد بن مزيد وما رثاه به بعد وفاته
وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بن الأنبارى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الحسن بن البراء، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن أحمد الجعفي، قَالَ: كان شاعر يفد إِلَى يزيد بن مزيد فِي كل سنة، فقَالَ له يزيد: كم يكفيك فِي كل سنة؟ فقَالَ: كذا وكذا، فقَالَ: أقم فِي بيتك يأتك ذلك، ولا تتعبن إلينا، فلما مات رثاه بهذه الأبيات: والشاعر مسلم بن الوليد، قَالَ: وقَالَ أَبُو الحسن بن البراء قَالَ لي ابن أبي طاهر: الشاعر هو التيمي: أحقٌ
أنه أودى يزيد ... تأمل أيها الناعي المشيد
أتدري من نعيت فكيف فاهت ... به شفتاك كان به الصعيد
أحامى المجد والإسلام أودى ... فما للأرض ويحك لا تميد
تأمل هل ترى الإسلام مالت ... دعائمه وهل شاب الوليد
وهل شيمت سيوف بني نزار ... وهل وضعت عَنِ الخيل اللبود