للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقَالَ يمينها وبذاك أقضي ... وكل قضائه حسنٌ جميل

فبتت حلفةً مالي لديها ... نفير أدعيه ولا فتيل

فقلت لها وقد غلب التعزي ... أما يقضي لنا يا بثن سول

فقلت لها ثم زجت حاجبيها ... أطلت ولست فِي شيء تطيل

فلا يجدنك الأعداء عندي ... فتثكلني وإياك الثكول

وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بن دريد، رحمه الله، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الرحمن، عَنْ عمه، قَالَ: كانت خليبة الحضرية تهوى ابن عم لها، فعلم بذلك قومها فحجبوها، فقَالَت:

هجرتك لما أن هجرتك أصبحت ... بنا شمتاً تلك العيون الكواشح

فلا يفرح الواشون بالهجر ربما ... أطال المحب الهجر والجيب ناصح

وتغدو النوى بين المحبين والهوى ... مع القلب مطويٌّ عليه الجوانح

قَالَ عبد الرحمن، قَالَ عمي: فحدثت بهذا الحديث رجلاً من ولد جعفر بن أبي طالب، فقَالَ: كانت خيرة بنت أبي ضيغم البلوية تهوى ابن عم لها، وذكر مثل الحديث، فقَالَت: وأملى علينا هذه الأبيات أَبُو عبد الله وقَالَ: أنشدناها أحمد بن يحيى لأم ضيغم البلوية:

وبتنا خلاف الحي لا نحن منهم ... ولا نحن بالأعداء مختلطان

وبتنا يقيناً ساقط الطل والندى ... من الليل برداً يمنةٍ عطران

نذود بذكر الله عنا من الشذى ... إذا كان قلبانا بنا يجفان

: الشذى: الأذى، وروى أَبُو عبد الله:

نذود بذكر الله عنا من الصبا ... إذا كان قلبانا بن يردان

ونصدر عن أمر العفاف وربما ... نقعنا غليل النفس بالرشفان

وروى أبو عبد الله:

ونصدر عن ري العفاف وربما ... نقعنا. . . . . . . إلخ وقرأ عَلَى أَبِي بَكْرِ بن دريد، لطفيل الغنوي يصف إبلاً:

عوازب لم تسمع نبوح مقامةٍ ... ولم تر ناراً تم حول مجرم

<<  <  ج: ص:  >  >>