يَقُولُ: أبنت لهم قولى خذها وأنا ابن فلان! يعنى ساعة أدعى.
ومنه قولهم: احتبك بإزاره أى احترم بِهِ.
ومحملج: مفتول.
والقهقر: الحجر الصلب والأدعج: الأسود، قَالَ الأصمعى: يُقَال: رَجُل أدعج، أى أسود، وليل أدعج، والدعج: شدة سواد الحدقة.
[مطلب حديث البنين السبعة الذين هوت عليهم الصخرة، وما قاله فيهم أبوهم من الشعر، وشرح غريبة]
وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْر، رحمه الله، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن، عَنْ عمه، قَالَ: أَخْبَرَنِي يونس، قَالَ: كَانَ لرجل من بنى ضبة فِي الجاهلية بنون سبعة، فخرجوا بأكلب لهم يقتنصون، فأووا إِلَى غار فهوت عليهم صخرة فأتت عليهم جميعهم، فلما استراث أبوهم أخبارهم، اقتفر آثارهم حتى انتهى إِلَى الغار فانقطع عَنْهُ الأثر، فأيقن بالشر، فرجع وأنشا يَقُولُ:
أسبعة أطوادٍ أسبعة أبحر ... أسبعة آسادٍ أسبعة أنجم
رزئتهم فِي ساعة جرعتهم ... كئوس المنايا تحت صخرٍ مرضم
فمن تك أيام الزمان حميدةً ... لديه فإني قد تعرفن أعظمى
بلغن نسيسى وارتشفن بلالتى ... وصليننى جمر الأسى المتضرم
أحين رمانى بالثمانين منكب ... من الدهر منحٍ فِي فؤادى بأسهم
رزئت بأعضادى الذين بأيدهم ... أنوء واحمى حوزتى وأحتمى
فإن لم تذب نفسى عليهم صبابةً ... فسوف أشوب دمعها بعد الدم ... ثم لم يلبت بعدهم إلا يسيرا حتى مات كمدا.
: اقتفر: اتبع، يُقَال: قفرت الأثر واقتفرته إذا اتبعته ومرضم: منضد بعضه عَلَى بعض، قَالَ الأصمعى: يُقَال: بنى فلان دارا فرضم فيها الحجارة رضماً، وذلك إذا نضد الحجارة بعضها عَلَى بعض ومنه قِيلَ: رضم البعير بنفسه إذا رمي بها فلم يتحرك.
وتعرقن: أخذن ما عَلَيْهِ من اللحم، يُقَال: عرقت العظم وتعرقته إذا أخذت ما عَلَيْهِ من اللحم.
والنسيس: بقية النفس، قَالَ الشاعر:
فقد أودى إذا بلغ النسيس
وارتشفن: امتصصن.
والبلالة: الرطوبة