للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كأنّي حلوت الشّعر يوم مدحته ... صفا صخرةٍ صماّء يبسٍ بلالها

والقول الثالث: أن الحلوان ما يأخذه الرجل من مهر ابنته، ثم اتّسع فيه حتى قيل فِي الرشوة والعطية، قَالَت امراة من العرب تمدح زوجها.

لا يأخذ الحلوان من بناتيا

والقول الرابع: أن الحلوان هو ما يعطاه الرجل مما يستحليه ويستطيبه، يُقَال منه: حلوت الرجل إذا أعطيته ما يستحليه طعاماً كان أو غيره، كما تقول: عسلت الرجل، إذا أطعمته العسل أو ما يستحليه كما يستحلى العسل.

[اجتماع عامر بن الظرب وحممة بن رافع عند ملك من ملوك حمير وتساؤلهما عنده]

وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بن دريد، رحمه الله، قَالَ: كان أَبُو حاتم يضنّ بهذا الحديث ويقول: ما حَدَّثَنِي به أَبُو عبيدة حتى اختلفت إليه مدّةً، وتحمّلت عليه بأصدقائه من الثّقفييّن وكان لهم مواخياً

قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حاتم، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عبيدة، قَالَ: حَدَّثَنِي غير واحد من هوازن من أولى العلم وبعضهم قد أدرك أبوه الجاهلية أو جدّه، قَالَ: اجتمع عامر بن الظّرب العدوانيّ وحممة بن رافع الدّوسي، ويزعم النّسّاب أن ليلى بنت الظّرب أمّ دوس بن عدنان، وزينب بنت الظرب أم ّثقيف وهو قيسيّ، قَالَ: اجتمع عامر وحممة عند ملك من ملوك حمير، فقَالَ: تساءلا حتى أسمع ما تقولان قَالَ: قَالَ عامر، لحممة: أين تحبّ أن تكون أياديك؟ قَالَ: عند ذي الرّثية العديم، وذي الخلّة الكريم، والمعسر الغريم، والمستضعف الهضم، قَالَ: من أحقّ الناس بالمقت؟ قَالَ: الفقير المختال، والضّعيف الصّوّال، والعييّ القوّال، قَالَ: فمن أحقّ الناس بالمنع؟ قَالَ: الحريص الكاند، والمستميد الحاسد، والملحف الواجد، قَالَ: فمن أجدر الناس بالصّنيعة؟ قَالَ: من إذا أعطى شكر، وإذا منع عذر، وإذا موطل صبر، وإذا قدم العهد ذكر، قَالَ: من أكرم الناس عشرة؟ قَالَ: من إن قرب منح، وإن بعد مدح، وإن ظلم صفح، وإن ضويق سمح، قَالَ: من ألأم الناس؟ قَالَ: من إذا سأل خضع، وإذا سئل منع، وإذا ملك كنع، ظاهره جشع، وباطنه طبع، قَالَ: فمن أحلم الناس؟ قَالَ:

<<  <  ج: ص:  >  >>