للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أطاع الهوى، يعني: هذا المشتاق، أي أتّبع هواه حتى خلّته العواذل، وقلن له: حبلك عَلَى غاربك، وإنما هذا مثلٌ، أي قلن له: إذهب حيث شئت، ومثله قول الأخنس بن شهاب التغلبي:

رفيقاً لمن أعيا وقلّد حبله ... وحاذر جرّاه الصّديق الأقارب

[مطلب ما تعاقب فيه الهاء الحاء]

قَالَ الأصمعي: مدحَ ومدهَ، وما أحسن مدحه ومدهه، ومدِحته ومدِهته.

قَالَ وقَالَ الحارث بن مصرف: سابَّ جحل بن نضلة معاوية بن شكل عند المنذر أو النعمان، شك فيه الأصمعي، فقَالَ جحل: إنه قتّال ظباء، تبّاع إماء، مشّاء بأقراء، قعّو الأليتين، أفحج الفخذين، مفجُّ الساقين، فقَالَ: أردت أن تذمّه فمدهته، ورواية أَبِي بَكْرِ بن دريد: كيما تذيمه.

: الأقراء: واحدها قريٌّ وهو مسيل الماء إِلَى الرياض، وقعوّ الأليتين: ممتلئ الأليتين ناتئهما ليس بمنبسطهما، والفحج: التباعد، ومفجٌ الساقين: متابعدة هذه عَنْ هذه، ويقَالَ: قوس فجواء إذا بان عَنْ كبدها، وأنشد لرؤبة:

لله در الغانيات المدّة

أي المدح، ويقَالَ: كدحه وكدهه، ووقع من السطح فتكدّح وتكدّه، وأنشد لرؤبة:

يخاف صقع القارعات الكدّة

الصّقع: كل ضرب عَلَى يابس، كدّهٌ: كسرٌ، والقارعة: كل هنةٍ شديدة القرع، ويقَالَ: هبش له وحبش أي جمع له قَالَ رؤبة:

لولا حباشاتٌ من التحبيش ... لصبية كأفرخ العشوش

وقَالَ العجاج:

كأن صيران المها الأخلاط ... برملها من عاطفٍ وعاط

بالرمل أحبوش من الأنباط

<<  <  ج: ص:  >  >>