وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍِ، قَالَ رحمه الله: حَدَّثَنَا أَبُو حاتم، عَنِ الأصمعي، قَالَ: دخل أعرابي عَلَى بعض الملوك، فقَالَ:«رأيتني فيما أتعاطى من مدحك كالمخبر عَنْ ضوء النهار الباهر، والقمر الزاهر، الذي لا يخفي عَلَى الناظر، وأيقنت أني حيث انتهى بي القول منسوبٌ إِلَى العجز مقصّر عَنِ الغاية، فانصرفت عَنِ الثناء عليك إِلَى الدعاء لك، ووكلت الإخبار عنك إِلَى علم الناس بك»
وقرأنا عَلَى أَبِي بَكْرِ بن دريد، قول الشاعر: لعلك والموعود حقٌّ وفاؤه بدا لك فِي تلك القلوص بداء فإن الذي ألقى إذا قَالَ قائل من الناس أهل أحسستها لعناء أقول التي تنبي الشمات وإنهّا عَلَى وإشمات العدو سواء قَالَ: هذا الرجل وعد رجلاً قلوصاً فأخلفه، فقَالَ له الموعود: إذا سئلت أقول التي تنى الشمات عنّي، أي أقول: نعم قد أخذتها، أي أكذب، ثم قَالَ: وكذبي وإشمات العدو سواء
وأنشدنا أَبُو بَكْرٍِ، رحمه الله، قَالَ: أنشدنا أَبُو حاتم، للطّرمّاح: ولو أن غير الموت لاقى عدبّسا وجدّك لم يسطع له أبدا هضما