وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بن دريد، رحمه الله تعالى، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حاتم سهل بن محمد، عَنِ العتبي قَالَ: أَخْبَرَنِي أعرابي عَنْ إخوة ثلاثة قَالَ: قلت لأحدهم أَخْبَرَنِي عَنْ أخيك زيد، فقَالَ: أزيدٍ إنيه، والله ما رأيت أحداً أسكن نورا، ولا أبعد غوراً، ولا آخذ لذنب حجةٍ قد تقدم رأسها من زيد.
فقلت: أَخْبَرَنِي عَنْ أخيك زائد، قَالَ: كان والله شديد العقدة، لين العطفة، ما يرضيه أقل مما يسخطه، فقلت: عَنْ نفسك، فقَالَ: والله إني أفضل ما فِي لمعرفتي بفضلهما، وإني مع ذلك لغير منتشر الرأي، ولا مخذول العزم قَالَ أَبُو زيد الأنصاري: قَالَ الكلابيون: إذا قالوا: رأيت زيداً قلنا: زيداً إنيه بقطع الألف وتبيين النون.
وقَالَ أَبُو المضاء: أزيدا إنيه بألف الاستفهام قبل زيد ولم يفسره أَبُو زيد.
مبحث ما تلحقه العرب بآخر الكلمة فِي الاستفهام الإنكاري
هذه الزيادة تلحق فِي الاستفهام فِي آخر الكلمة إذا أنكرت أن يكون رأي المتكلم عَلَى ما ذكر أو يكون عَلَى خلاف ما ذكر، فإن كان ما قبله مفتوحاً كانت الزيادة ألفاً، وإن كان مكسوراً كانت الزيادة ياء، وإن كانت مرفوعة كانت الزيادة واو، وإن كان ساكناً حرك لئلا يلتقي ساكنان، لأن هذه الزيادات مدات، والمدات سواكن، فتحركه بالكسر كما يحرك الساكن إذا لقيه الألف واللام الساكن، فإذا قَالَ الرجل: رأيت زيد قلت أزيدنيه لأن النون هي التنوين ساكنين فحركتها بالكسر لئلا يلقى ساكنان، ويقول: قدم زيدٌ، فتقول: أريدينيه، فإن قَالَ: رأيت عثمان قلت: أعثماناه، فإن قَالَ: أتاني عمرو، قلت: أعمروه كما قلت فِي الندبة: واغلامهوه، لأن هذا علمٌ لما ذكرت لك كما أن هذا علم للندبة.
وذكر سيبوبه أنه سمع رجل من أهل البادية وقيل له: أتخرج إن أخصبت البادية؟ فقَالَ: أنا إنيه، وإنما أنكر أن يكون رأيه عَلَى خلاف الخروج، وكل ما ذكرت، إما أن تنكر عَلَى المخبر أن يثبت