وإني امرؤٌ عافي إنائي شركةٌ ... وأنت امرؤ عافي إنائك واحد
أقسّم جسمي فِي جسومٍ كثيرةٍ ... وأحسو قراح الماء والماء بارد
قَالَ: وأنشدنا أَبُو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة:
أخط مع الدّهر إذا ما خطا ... وأجر مع الدّهر كما يجري
من سابق الدهر كبا كبوة ... لم يستقلها من خطا الدّهر
ما أنشده بعض الأعراب فِي وصف النار
وأنشدنا أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة، وأَبُو بَكْرِ بن دريد، وأَبُو الحسين، لأعرابي فِي وصف النار:
رأيت بحزن عزّة ضوء نارٍ ... تلألأ وهي واضحة المكان
فشبّه صاحباي بها سهيلاً ... فقلت تبيّناً ما تبصران
أنارٌ أوقدت لتنوّراها ... بدت لكما أم البرق اليماني
كأن النار يقطع من سناها ... بنائق جبّةٍ من أرجوان
وقرأت عَلَى أَبِي بَكْرٍ، لكثير:
رأيت وأصحابي بأيلة موهناً ... وقد غاب نجم الفرقد المتصوّب
لعزّة نارا ما تبوخ كأنها ... إذا ما رمقناها من البعد كوكب
تبوخ: تخمد.
قَالَ: وقرأت عَلَى أَبِي بَكْرٍ، للشّماخ، ويقَالَ إنها لرجل من بني فزارة:
رأيت وقد أتى نجران دوني ... ليالي دون أرحلنا السّدير
لليلى بالعنيزة ضوء نارٍ ... تلوح كأنها الشّعرى العبور
إذا ما قلت أحمدها زهاها ... سواد الليل والريح الدّبور
وما كادت ولو رفعت سناها ... ليبصر ضوءها إلا البصير
فبتُّ كأنني باكرت صرفاً ... معتّقةً حميّاها تدور
أقول لصاحبي هل يبلغنّي ... إِلَى ليلي التهجر والبكور