وقرأت عليه لجميل:
أكذبت طرفي أم رأيت بذي الغضا ... لبثنة ناراً فاحبسوا أيها الرّكب
إِلَى ضوء نار فِي القتام كأنها ... من البعد والأهوال جيب بها نقب
وما خفيت منّي لدن شبّ ضوءها ... وما همّ حتى أصبحت ضوءها يخبو
وقَالَ صحابي ما ترى ضوء نارها ... ولكن عجلت واستناع بك الخطب
فكيف مع المحراج أبصرت نارها ... وكيف مع الرّمل المنطّقة الهضب
الإستناعة: التقدّم، والمحراج: موضع.
وأنشد بعض أصحابنا:
كأنّ نيراننا فِي رأس قلعتهم ... مصقّلات عَلَى أرسان قصار
وأنشدنا أَبُو بَكْرٍِ، عَنْ بعض أشياخه، عَنِ الأصمعي:
وإني بنار أوقدت عند ذي الحمى ... عَلَى ما بعيني من قذى لبصير
وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بن الأنبارى، رحمه الله، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو العباس أحمد بن يحيى، عَنِ الزبير، عَنْ شيخ، قَالَ: حَدَّثَنِي رجل من الخضر بالسّغد، وهو موضع، قَالَ: جاءنا نصيب إِلَى مسجدنا فاستنشدته فأنشدنا:
إلا يا عقاب الوكر وكر ضريّةٍ ... سقتك الغوادي من عقابٍ ومن وكر
تمرّ الليالي والشهور ولا أرى ... مرور الليالي منيساتي ابنة العمر
تقول صلينا واهجرينا وقد ترى ... إذا هجرت أن لا وصال مع الهجر
فلم أرض ما قَالَت ولم أبد سخطةً ... وضاق بما جمجمت من حبها صدري
ظللت بذي دوران أنشد بكرتي ... ومالي عليها من قلوصٍ ولا بكر
وما أنشد الرّعيان إلا تعلّةً ... بواضحة الأنياب طيّبة النّشر
فقَالَ لي الرّعيان لم تلتبس بنا ... فقلت بلى قد كنت منها عَلَى ذكر.