للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقَالَ أَبُو بَكْرِ بن دريد:

هذا البيت يضرب مثلاً لكل من أتى ... متهدداً فصادف ما يقمع تهدّده

قَالَ: والعرب تقول: أنت مختلّ فتحمّض.

وقَالَ اللحياني: يُقَال: قد عمّ فلان وخلّ وخللّ، والمخللّ: الذي يخصّ، وأنشد:

قد عمّ فِي دعائه وخلاّ ... وخطّ كاتباه واستملاّ

وأنشد أيضاً:

عهدت بها الحيّ الجميع فأصبحوا ... أتوا داعياً لله عمّ وخلّلا

وقَالَ أَبُو نصر، وأَبُو عبيدة، واللحياني، عَنِ الأصمعيّ: خلّ كساءه وثوبه يخلّه خلاً إذا شكّه بالخلال.

وقَالَ اللحياني: يُقَال: طعنته فاختللت فؤاده، وأنشد:

نبذ الجؤار وضل هدية روقة ... لما اختللت فؤاده بالمطرد

وقَالَ أَبُو نصر: أخلّ بموعده إذا لم يوف به.

وقَالَ اللحياني: الخلّة: جفن السيف، وجمعها خلل.

قَالَ: ويقَالَ: وجدت فِي فمي خلّةً فتخلّلت، وهو ما يبقى بين الأسنان من الطعام، والجمع خلل، ويقَالَ: أكل خلالته.

وقَالَ أَبُو النصر: الخلّة والخلالة واحد، وهو ما يبقى بين الأسنان من الطعام، والجمع خلل.

وقَالَ اللحياني: خلّل بين أصابعه بالماء وخلّل لحيته إذا توضّأ.

ويقَالَ: خلّ الفصيل يخلّه خلاً إذا جعل فِي أنفه عوداً لئلا يرضع.

والخلّ: الطريق فِي الرّمل، والخلّ والخمر: الخير والشر، يُقَال: ما فلان بخلٍّ ولا خمر، أي ليس عنده خير ولا شر، قَالَ النمر بن تولب:

هلا سألت بعادياء وبيته ... والخلّ والخمر التي لم تمنع

[مطلب حكم ومواعظ من الكلام الحكماء]

وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بن دريد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حاتم، عَنْ أبى عبيدة، قَالَ: قَالَ معاوية: الفرصة خلسة، والحياء يمنع الرزق، والهيبة مقرون بها الخيبة، والكلمة من الحكمة ضالّة المؤمن.

وحَدَّثَنَا، قَالَ: أَنْبَأَنَا عبد الرحمن، عَنْ عمه، قَالَ: سمعت أعرابيا من بني مرّة يعظ ابناً له وقد أفسد ماله فِي الشراب فقَالَ: لا الدّهر يعظك، ولا الأيام أيام تنذرك، والساعات تعدّ عليك، والأنفاس تعدّ منك، أحبّ أمريك إليك، أردّهما بالمضرّة عليك

قَالَ: وأَخْبَرَنَا عبد الرحمن، عَنْ عمه، قَالَ: سمعت أعرابياً يقول لأخٍ له: اعلم أن الناصح لك المشفق عليك من طالع لك ما وراء العواقب

<<  <  ج: ص:  >  >>