قَالَ: وأنشدنا أَبُو بَكْرٍِ، رحمه الله، قَالَ: أنشدنا عبد الرحمن عَنْ عمه:
الحمد لله حمد دائماً أبداً ... فِي كل حال هو المسترزق الوزر
فليس ما يجمع المثرى بحيلته ... وليس بالعجز من لم يثر يفتقر
إنّ المقاسم أرزاقٌ مقدّرة ... بين العباد فمحرومٌ ومدّخر
فما رزقت فإن الله جالبه ... وما حرمت فما يجري به القدر
فاصبر عَلَى حدثان الدّهر منقبضاً ... عَنِ الدناءة إن الحرّ يصطبر
ولا تبيتنّ ذا همٍّ تعالجه ... كأنه النار فِي الأحشاء تستعر
عَلَى الفراش لنور الصّبح مرتقباً ... كأنّ جنبك مغروز به الإبر
فالهمُّ فضلٌ وطول العيش منقطعٌ ... والرّزق آتٍ وروح الله منتظر
الرّوح: السّرور والفرح، قَالَ الله عز وجل: {فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ} [الواقعة: ٨٩] والريحان: الرزق.
سمع والهجو قَالَ فِي المدح
وحَدَّثَنَا أَبُو عبد الله، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن يزيد الأزدي يعني المبرد، قَالَ سعيد بن سلم: مدحني أعرابي ببيتين لم أسمع أحسن منهما:
أي سارياً بالليل لا تخش ضلًّةً ... سعيد بن سلم ضوء كلّ بلاد
لنا مقرم أربى عَلَى كلّ مقرم ... جوادٌ حثا فِي وجه كلّ جواد
فأغفلت صلته فهجاني بيتين لم أسمع أهجى منهما، وهما قوله:
لكلّ أخي مدحٍ ثوابٌ علمته ... وليس لمدح الباهليّ ثواب
مدحت ابن سلمٍ والمديح مهّزةٌ ... فكان كصفوانٍ عليه تراب
قَالَ: وأنشدنا أحمد بن يحيى:
قد مررنا بمالك فوجدناه ... سخّياً إِلَى المكارم ينمى
ورحلنا إِلَى سعيد بن سلم ... فإذا ضيفه من الجوع يرمى
يرمى بنفسه: أي يموت.
وإذا خبزه عليه سيكفيكهم ... الله ما بدا ضوء نجم