وكان أخي زعيم بني حييٍّ ... وكل قبيلة لهم زعيم
وكنت إذا الشدائد أرهقتني ... يقوم بها وأقعد لا أقوم
وأنشدنا أَبُو بَكْرٍِ عَنْ أبي حاتم للعجير السلوي:
تركنا أبا الأضياف فِي ليلة الصبا ... بمر ومردي كل خصم يجادله
تركنا فتي أيقن الجوع أنه ... إذا ما ثوى فِي أرحل القوم قاتله
فتىً قُدّ قَدّ السيف لا متضائلٌ ... ولا رهلٌ لباته وبآدله
إذا القوم أموا بيته فهو عامد ... لأحسن ما ظنوا به فهو فاعله
جوادٌ بدنياه بخيل بعرضه ... عطوف عَلَى المولى قليلٌ غوائله
فتى ليس لابن العم كالذئب ... إن رأى بصاحبه يوماً دماً فهو آكله
إذا جد عند الجد أرضاك جده ... وذو باطل إن شئت أرضاك باطله
يسرك مظلوماً ويرضيك ظالماً ... وكل الذي حملته فهو حامله
قَالَ الفراء: البأدلة: ما بين العنق إِلَى الترقوة وجمعه بآدل، وقَالَ أَبُو عمرو: واحدها بأدلٌ بغير هاء.
وقَالَ قطرب: البآدل ويقَالَ: البهادل أصول الثديين.
وقرأت عَلَى أَبُو بَكْرٍِ، رحمه الله، للحسين بن مطير الأسدي:
ألما عَلَى معن وقولا لقبره ... سقتك الغوادي مربعاً ثم مربعا
فيا قبر معن أنت أول حفرة ... من الأرض خطت للسماحة مضجعا
ويا قبر معن كيف واريت جوده ... وقد كان منه البر والبحر مترعا
بلي قد وسعت الجود والجود ميت ... ولو كان حياً ضقت حتى تصدعا
فتىً عيش فِي معروفة بعد موته ... كما كان بعد السيل مجراه مرتعا
ولما مضى معنٌ مضى الجود وانقضى ... وأصبح عرنين المكارم أجدعا