وقرأت عليه لبعض الشعراء:
ماذا أحال وثيرة بن سماك ... من دمع باكيةٍ عليك وباك
ذهب الذي كانت معلقةً به ... خدق العناة وأنفس الهلاك
أحال: صبّ، يُقَال: إنه ليحيل الماء من البئر فِي الحوض أي يصب، وقَالَ لبيد: يحيلون السجال عَلَى السجال وقرأت عليه لمسلم بن الوليد:
قبرٌ بحلوانٍ أسر ضريحه ... خطراً تقاصر دونه الأخطار
نفضت بك الأحلاس نفض إقامة ... واستعجلت نزاعها الأمصار
فاذهب كما ذهبت عوادي مزنةٍ ... أثنى عليها السهل والأوعار
سلكت بك العرب السبيل إِلَى العلا ... حتى إذا سبق الردى بك حاروا
وأنشدني أَبُو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه النحوى، قَالَ: أنشدنا عبد الله بن جوان صاحب الزيادي، ولم يسم قائلها، وأملاها علينا أَبُو سعيد السكري، لأبي العتاهية فِي بعض إخوانه:
وقد كنت أغدو إِلَى قصره ... فقد صرت أغدو إِلَى قبره
أخٌ طالما سرني ذكره ... فقد صرت أشجى لدى ذكره
وكنت أراني غنياً به ... عَنِ الناس لو مد فِي عمره
وكنت إذا جئت فِي حاجة ... فأمري يجوز عَلَى أمره
فتىً لم يمل الندى ساعة ... عَلَى عسره كان أو يسره
تظل نهارك فِي خيره ... وتأمن ليلك من شره
فصار عَلَى إِلَى ربه ... وكان عَلَى فتى دهره
أتم وأكمل ما لم يزل ... وأعظم ما كان فِي قدره
أتته المنية مغتالةً ... رويداً تخلل من ستره