للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أقلوا عليهم لا أبا لأبيكم ... من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا

أولئك قوم إن بنوا أحسنوا البنى ... وإن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شدوا

: البنى واحدها بنية، مثل رشوة ورشىً.

فإن كانت النعمى عليهم جزوا بها ... وإن أنعموا لا كدروها ولا كدّوا

وإن قَالَ مولاهم عَلَى جلّ حادث ... من الدهر ردوا فضل أحلامكم ردّوا

مطاعين فِي الهيجا مكاشيف للدّجى ... بنى لهم آباؤهم وبنى الجدّ

فمن مبلغٌ أبناء سعدٍ فقد سعى ... إِلَى السورة العليا لهم حازمٌ جلد

رأى مجد أقوام أضيع فحثّهم ... عَلَى مجدهم لما رأى أنه الجهد

وروى الأصمعي: لما راى أنه المجد.

ويروى: لما رأى أنه الجدّ، فمن روى أنه الجهد اراد به أنه الجهد منه، لأن تضييعهم أحسابهم قد جهده، ومن روى أنه الجدّ أراد أنه الجد من هؤلاء المضيعين فِي تضييعهم أحسابهم.

وتعذلني أفناء سعدٍ عليهم ... وما قلت إلا بالذي علمت سعد

وأنشدنا أَبُو بَكْرِ بن الأنبارى، قَالَ أنشدني أبي:

إذا المرء لم يترك طعاماً يحبه ... ولم ينه قلباً غاوياً حيث يمّما

فلا بد أن تلغى له الدهر سبّةٌ ... إذا ذكرت أمثالها تملأ الفما

وقرأت عَلَى أَبِي بَكْرِ بن دريد، لأشجع:

مضى ابن سعيد حين لم يبق مشرقٌ ... ولا مغربٌ إلا له فيه مادح

وما كنت أدري ما فواضل كفّه ... عَلَى الناس حتى غيّبته الصفائح

فأصبح فِي لحدٍ من الأرض ميتاً ... وكانت له حياً تضيق الصحاصح

وما أنا من رزء وإن جلّ جازعٌ ... ولا بسرور بعد موتك فارح

كأن لم يمت حيٌّ سواك ولم تقم ... عَلَى أحد إلا عليك النوائح

لئن حسنت فيك المراثي وذكرها ... لقد حسنت من قبل فيك المدائح

<<  <  ج: ص:  >  >>