للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طعام، فإذا لم يكن عليها طعام فهي خِوانٌ وخُوان، وجمع خِوانٍ خٌونٌ، وكنع: تقبضّ، يُقَال: قد تكنع جلده أنه ممسك بخيل، والجشع: أسوأ الحرص، والطّبع: الدّنس، ويقَالَ: جعلت الشيء دبر أذني إذا لم ألتفت إليه، والاعتساف: ركوب الطريق عَلَى غير هداية، وركوب الأمر عَلَى غير معرفة، والمزيز من قولهم: هذا أمزُّ من هذا أي أفضل منه وأزيد،

قَالَ: وحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بن دريد، قَالَ: سأل أعرابيٌ رجلاً درهماً، فقَالَ: لقد سألت مزيزاً الدرهم: عشر العشرة، والعشرة: عشر المائة، والمائة: عشر الألف، والألف: عشر ديتك، والمطبّق من السيوف: الذي يصيب المفاصل فيفصلها لا يجاوزها.

قَالَ: وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، رحمه الله، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الرحمن، عَنْ عمه، قَالَ: دخلت عَلَى امرأة من العرب بأعلى الأرض فِي خباءٍ لها، وبين يديها بني لها قد نزل به الموت، فقامت إليه فأغمضته وعصّبته وسجّته، ثم قَالَت: يا ابن أخي، قلت: ما تشائين؟ قَالَت: ما أحقّ من ألبس النّعمة، وأطيلت به النّظرة، أن لا يدع التّوثق من نفسه قبل حلّ عقدته والحلول بعقوته والمحالة بينه وبين نفسه، قَالَ: وما يقطر من عينها قطرةٌ صبراً واحتساباً، ثم نظرت إليه فقَالَت: والله ما كان مالك لبطنك ولا أمرك لعرسك! ثم أنشدت تقول:

رحيب الذّراع بالتي لا تشينه ... وإن كانت الفحشاء ضاق بها ذرعا

قَالَ: وأنشدني أَبُو محمد عبد الله بن جعفر النحوي، قَالَ: أنشدنا أَبُو العباس محمد بن يزيد، قَالَ: أنشدني الخثعمي لنفسه:

أيّها النّاعيان من تنعيان ... وعلى من أراكما تبكيان

نعيا الثاقب الزناد أبا إسحاق ... رب المعروف والإحسان

هبابي إن لم يكن لكما عقر ... إِلَى تراب قبره فاعقراني

وانضحا من دمي عليه فقد كان ... دمي من نداه لو تعلمان

<<  <  ج: ص:  >  >>