وقلت لنفسي أبشري وتوكلي ... عَلَى قاسم الأرزاق والواحد الصمد
فإن لا تكن عندي دراهم جمّةٌ ... فعندي بحمد الله ما شئت من جلد
وقرأت عَلَى أبي عمر، قَالَ: أنشدنا أَبُو العباس، عَنِ ابن الأعرابي:
هممت بأمرهم عبدي بمثله ... وخالف زفافٌ هواي فأبعدا
يقول: رأيت رأي عبدٍ، لأن العبد لا رأي له، وخالف زفاف هواي أي كان رأيه صواباً، ولم يرد عبد له بعينه.
وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الأول، عَنْ أبيه، قَالَ: حضرت مجلس الحسن بن سهل وقد كتب لرجل كتاب شفاعة، فجعل الرجل يشكر ويدعو له، فقَالَ الحسن: يا هذا، علام تشكرنا! ! إنا نرى الشفاعات زكاة مروءتنا، قَالَ: وحضرته وهو يملّ كتاب شفاعة فكتب فِي آخره: إنه أن الرجل يسأل عَنْ فضل جاهه يوم القيامة كما يسأل عَنْ فضل ماله
وأنشدنا أَبُو عبد الله، قَالَ: أنشدنا أحمد بن يحيى:
فأقسم ما تركي عتابك عَنْ قلىً ... ولكن لعلمي لعلمي أنه غير نافع
وأني إذا لم ألزم الصمت طائعاً ... فلا بد منه مكرها غير طائع
ولو أن ما يرضيك عندي ممثلٌ ... لكنت لما يرضيك أول تابع
إذا أنت لم تنفعك إلا شفاعةٌ ... فلا خير فِي ودّ يكون بشافع
وأنشدنا أيضاً، قَالَ: أنشدنا أحمد بن يحيى النحوي:
قَالَ لي القائلون زرت حسيناً ... لا يزار الكريم فِي جرجان
خالدٌ باللها يجود ويعطي ... وحسينٌ يجود بالحرمان
ضاع مفتاح جوده جوف بحرٍ ... حيث ظلّ البحران يلتقيان
فسألنا الغواص عنه فقالوا ... صيغ منه قلائد الحيتان
وأنشدنا محمد بن القاسم، قَالَ: أنشدني أبي، قَالَ: أنشدني عبد الله الرستمي، لعبد الله بن كعب العميري:
أيا نخلتي مرّان هل لي إليكما ... عَلَى غفلات الكاشحين سبيل