استعتبتها أعتبت، الفاترة الطرف، الطفلة الكف، العميمة الردف.
قَالَ: ما تقول يا ربيعة؟ قَالَ: نعت فأحسن! وغيرها أحب إِلَى منها، قَالَ: ومن هى؟ قَالَ: الفتانة العينين، الأسيلة الخدين، الكاعب الثديين، الرداح الوركين، الشاكرة للقليل، المساعدة للحليل، الرخيمة الكلام، الجماء العظام، الكريمة الأخوال والأعمام، العذبة اللثام.
قَالَ: فأى النساء إليك أبغض يا عمرو؟ قَالَ: القتاتة الكذوب، الظاهرة العيوب، الطوافة الهبوب، العابسة القطوب، السبابة الوثوب، التى إن ائتمنها زوجها خانته، وإن لان لها أهانته، وإن أرضاها أغضبته، وإن أطاعها عصته.
قَالَ: ما تقول يا ربيعة؟ قَالَ: بئس والله المرأة ذكر! وغيرها أبغض إلى منها، قَالَ: وايتهن التى هي أبغض إليك من هذه؟ قَالَ: السليطة اللسان، المؤذية للجيران، الناطقة بالبهتان، التي وجهها عابس، وزوجها من خيرها آيس، التى إن عاتبها زوجها وترته، وإن ناطقها انترته.
قَالَ ربيعة: وغيرها أبغض لي منها قَالَ: ومن هى؟ قَالَ: التي شقي صاحبها، وخزى خاطبها، وافتضح أقاربها.
قَالَ: ومن صاحبها؟ قَالَ: مثلها فِي خصالها كلها، لا تصلح إلا له ولا يصلح إلا لها.
قَالَ: فصفه لى؟ قَالَ: الكفور غير الشكور، اللئيم الفجور، العبوس الكالح، الحرون الجامح الراضى بالهوان، المختال المنان، الجعد البنان، القئول غير العقول الملول غير الوصول، الذى لا يرع عَنِ المحارم، ولا يرتدع عَنِ المظالم.
قَالَ: أَخْبَرَنِي يا عمرو، أي الخيل أحب إليك عند الشدائد، إذا التقى الأقران للتجالد؟ قَالَ: الجواد الأنيق، الحصان العتيق، الكفيت العريق، الشديد الوثيق، الذى يفوت إذا هرب، ويلحق إذا طلب.
قَالَ: والله نعت! نعم الفرس قَالَ: فما تقول يا ربيعة؟ قَالَ: غيره أحب إِلَى منه، قَالَ: وما هو؟ قَالَ: الحصان الجواد، السلس القياد، الشهم الفؤاد، الصبور إذا سرى، السابق إذا جري.
قَالَ: فأي خيل أبغض إليك يا عمرو؟ قَالَ: الجموح الطموح، النكول الأنوح، الصئول الضعيف، الملول العنيف، الذى إن جاريته سبقته، وإن طلبته أدركته، قَالَ: ما تقول يا ربيعة؟ قَالَ: غيره أبغض إليك منه، قَالَ: وما هو؟ قَالَ: البطىء الثقيل، الحرون الكليل، الذى إن ضربته قمص، وإن دنوت منه شمس، يدركه الطالب، ويفوته الهارب، ويقطع بالصاحب.
قَالَ ربيعة: وغيره أبغض إِلَى منه، قَالَ: وما هو؟ قَالَ: الجموح الخبوط، الركوض الخروط، الشموس الضروط، القطوف فِي الصعود والهبوط، الذى لا يسلم الصاحب، ولا ينجو من الطالب.
قَالَ: أَخْبَرَنِي يا عمرو