للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نزف البكاء دموع عينك فاستعر ... عيناً لغيرك دمعها مدرار

من ذا يعيرك عينه تبكي بها ... أرأيت عيناً للبكاء تعار

وأنشدني أيضاً قَالَ: أنشدني البحتري لنفسه:

وقفنا والعيون مشعّلات ... يغالب دمعها نظر كليل

نهته رقبة الواشين حتى ... تعلّق لا يغيض ولا يسيل

وأنشدني بعض أصحابنا لدعبل الخزاعي:

يا ربع أين توجّهت سلمى ... أمضت فمهجة نفسه أمضى

لا أبتغي سقي السحاب لها ... فِي مقلتي عوض من السّقيا

وأنشدني جحظة لنفسه:

ومن طاعتي إيّاه أمطر ناظري ... له حين يبدي لي برقا

كأنّ دموعي تبصر الوصايا هارباً ... فمن أجل ذا تجري لتدركه سبقا

وكان أَبُو بَكْرِ بن دريد يستحسن قول أبي نواس فِي هذا المعنى:

لا جزى الله دمع عيني خيرا ... وجزى الله كلّ خير لساني

نمّ دمعي فليس يكتم شيئاً ... ورأيت اللسان ذا كتمان

كنت مثل الكتاب أخفأه ... طيّ فاستدلّوا عليه بالعنوان

وأنشدنا نفطويه لنفسه:

قلبي عليك أرقّ من خدّيكا ... وقواي أوهى من قوي جفنيكا

لم لا ترقّ لمن تعذّب نفسه ... ظلماً ويعطفه هواه عليكا

وأنشدني أَبُو بَكْرٍِ لنفسه:

إن الذي أبقيت من جسمه ... يا متلف الصّبّ ولم يشعر

صبابة لو أنها دمعة ... تجول فِي جفنك لم تقطر

<<  <  ج: ص:  >  >>