سلام عَلَى الدنيا ولذة عيشها ... سلام غدو أو رواح إِلَى رمسى
وأنكرت شمس الشيب فِي ليل لمتى ... لعمرى لليلى كان أحسن من شمسى
كأن الصبا والشيب يطمس نوره ... عروس أناسٍ مات فِي ليلة العرس
وأنشدنا أَبُو محمد عبد الله بن جعفر النحوى، قَالَ: أنشدنا المبرد لمحمود الوراق:
أليس عجيباً بأن الفتى ... يصاب ببعض الذى فِي يديه
فمن بين باكٍ له موجعٍ ... وبين معز مغذ إليه
ويسلبه الشيب شرخ الشباب ... فليس يعزيه خلق عليه
وأنشدنا الأخفش للعكوك عَلَى بن جبلة:
جلال مشيبٍ نزل ... وأنس شبابٍ رحل
طوى صاحب صاحبا ... كذاك اختلاف الدول
أعاذلتى أقصرى ... كفاك المشيب العذل
بدا بدلا بالشباب ... ليت الشباب البدل
جلال ولكنه ... تحاماه حور المقل
وأنشدنا أَبُو عبد الله نفطويه لأبى دلف العجلى:
نظرت إِلَى بعين من لم يعدل ... لما تمكن طرفها من مقتلى
لما تبسم بالمشيب مفارقى ... صدت صدود مفارقٍ متحمل
فجعلت أطلب وصلها بتعطفٍ ... والشيب يغمزها بأن لا تفعلى
وأنشدنا أَبُو بَكْرِ بن الأنبارى، رحمه الله تعالى، قَالَ: أنشدنا أَبُو العباس أحمد بن يحيى النحوى:
أرى بصرى عَنْ كل يوم وليلة يكل ... وخطوى عَنْ مدى الخطو يقصر
ومن يصحب الأيام تسعين حجةً ... يغيرنه والدهر لا يتغير
لعمرى لئن أمسيت أمشى مقيدا ... لما كنت أمشي مطلق القيد أكثر