للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنشدنا أَبُو بَكْرٍِ، قَالَ: أنشدنا الرياشي، عَنِ الأصمعي، قَالَ: أنشدنا منتجع بن بنهان لرجل من بنى الصيداء:

دعت فوق أفنانٍ من الأيك موهناً ... مطوقة ورقاء فِي إثر آلف

فهاجت عقابيل الهوى إذ ترنمت ... وشبت ضرام الشوق تحت الشراسف

بكت بجفونٍ دمعها غير ذراف ... وأغرت جفونى بالدموع الذوارف

وقَالَ الأصمعى: من أمثالهم: أينما أذهب ألق سعدا، قَالَ: كان غاضب الأضبط بن قريع سعدا فجاور فِي غيرهم فآذوه، فقَالَ: أينما أذهب ألق سعدا: أى قوما ألقى منهم مثل ما لقيت من سعد.

قَالَ ويقَالَ: محسنة فهيلي، يُقَال ذلك للرجل يسىء فِي أمر يفعله فيؤمر بذلك عَلَى سبيل الهزء به.

وقَالَ الأصمعى: ومن أمثال العرب لا يرحلن رحلك من ليس معك، أى لا تدخلن فِي أمرك، من ليس نفعه نفعك نفعك ولا ضرره ضررك.

ويقَالَ: المرء يعجز لا المحالة.

يقول: إن العجز أتى من قبله، فأما الحيلة فواسعة

وأنشدنا أَبُو بَكْرِ بن الأنبارى، قَالَ: أنشدنا أَبُو العباس أحمد بن يحيى:

سفيراً خروجٍ أدلجا لم يعرسا ... ولم تكتحل بالنوم عين تراهما

فلم أر مختالين أحسن منهما ... ولا نازلا يقرى غدا كقراهما

قَالَ أَبُو العباس: سفيرا خروج يعنى غيثين.

والسفير: المتقدم.

وخروج يعنى من السحاب.

وأنشدنا أَبُو بَكْرِ بن الأنبارى، قَالَ: أنشدنى أبى:

تذكرنى أم العلاء حمائم ... تجاوبن إذ مالت بهن غصون

تملأ طلا ريشكن من الندى ... وتخضر مما حولكن فنون

ألا يا حمامات اللوى عدن عودةً ... فإنى إِلَى أصواتكن حزين

فعدن فلما عدن كدن يمتننى ... وكدت بأشجانى لهن أبين

وأنشدنى جحظة:

وكدت بأسراري لهن أبين

وعدن بقرقار الهدير كأنما شربن حميا أو بهن جنون

فلم تر عينى مثلهن حمائما ... بكين ولم تدمع لهن عيون

<<  <  ج: ص:  >  >>