للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فليت النوى لم تسحق الخرق بيننا ... وليت الخيال المستراث يعود

إذا لأقاد النفس من فجعة الهوى ... بليلى وروعات الفؤاد مقيد

كأن الدموع الواكفات بذكرها ... إذا أسلمتهن الجفون فريد

إذا أدبرت بالشوق أعقاب ليلة ... أتاك بها يوم أغر جديد

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حاتم، عَنِ الأصمعى، قَالَ: كتب عَبْد الملك بْن مروان إِلَى الحجاج: أنت عندى كسالمٍ، فلم يدر ما هُوَ، فكتب إِلَى قتيبة يسأله، فكتب إليه: إن الشاعر يَقُولُ:

يديروننى عَنْ سالم وأديرهم ... وجلدة بين الأنف والعين سالم

ثم كتب إلَيْهِ مرة أخرى: أنت عندى قدح ابن مقبل، فلم يدر ما هُوَ، فكتب إِلَى قتيبة يسأله، وكان قتيبة قد روى الشعر، فكتب إلَيْهِ: إن ابن مقبل نعت قدحاً لَهُ فقَالَ:

غدا وهو مجدول وراح كأنه ... من المش والتقليب بالكف أفطح

خروج من الغمى إذا صك صكة ... بدا والعيون المستكفة تلمح

المش: المسح قَالَ امرؤ القيس:

نمش بأعراف الجياد أكفنا ... إذا نَحْنُ قمنا عَنْ شواء مضهب

والغمى: الشدة التي تغم، أى تغطى.

والمستكفة من قولهم: استكففت الشىء إذا وضعت يدك عَلَى حاجبك تنظر هَلْ تراه، كالذى يستظل من الشمس.

وقَالَ الأصمعى: من أمثال العرب: العير أوقى لدمه ويقَالَ: ذَلِكَ للرجل، أي إنّهُ أشد إبقاء عَلَى نفسه، ويقَالَ: الرباح من السماح يريد أن المسامح أحرى أن يربح، ويقَالَ: عَبْد صريخه أمة يضرب مثلا للضعيف يستصرخ بِمِثْلِهِ

وقرأنا عَلَى أَبِي بَكْر دريد قول الشاعر:

ولقد مررت عَلَى قطيع هالك ... من مال اشعث ذى عيالٍ مصرم

من بعد ما اعتلت عَلَيَّ مطيتى ... فأزحت علتها فظلت ترتمى

القطيع: السوط.

والهالك: الضائع.

يَقُولُ: كانت ناقتى قد اعتلت عَلَى، فلما أصبت السوط فضربتها بِهِ ظلت ترتمى، أى تترامى فِي سيرها

<<  <  ج: ص:  >  >>