للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما رأيت البشر أعرض دوننا وجالت بنات الشوق يحننّ نزّعا بكت عيني اليسرى فلّما زجرتها عَنِ الجهل بعد الحلم أسبلتا معاً تلفّت نحو الحيّ حتى وجدتني وجعت من الإصغاء ليتاً وأخدعا وأذكر أيام الحمى ثم أنثني عَلَى كبدي من خشية أن تصدعا وليست عشيّات الحمى برواجع إليك ولكن خلّ عينيك تدمعا

قَالَ: وأنشدني الرياشيّ: فإن كنتم ترجون أن يذهب الهوى يقيناً ونروي بالشراب فننقعا فردّوا هبوب الريح أو غيروا الجوى إذا حلّ ألواذ الحشا فتمنعا تلفت نحو الحي حتى وجدتني وجعت فِي الإصغاء ليتا وأخدعا وأنشد نفطويه: أحنّ إِلَى نجدٍ وإني ليائس طوال الليالي من رجوع إِلَى نجد فإنك لا ليلٌ ولا نجد فاعترف بهجر إِلَى يوم القيامة والوعد وأنشدني أيضاً نفطويه: يا ليت شعري عَنِ الحي الذين غدوا هل بعد فرقتهم للِشمل مجتمع وكل ما كنت أخشى قد فجعت به فليس لي بعدهم من حادث جزع قَالَ: أنشدني أيضاً، قَالَ: أنشدنا أحمد بن يحيى النحوي: ألا أيها البيتان بالأجرع الذي بأسفل فضاه غضا وكثيب هجرتكما هجر البغيض وفيكما من الناس إنسان إِلَى حبيب

وأنشدنا أَبُو بَكْرٍِ، قَالَ: أنشدنا الرياشي لرجل طلق امرأتين من أهل الحمى:

ألا تسألان الله أن يسقى الحمى ... بلى فسقي الله الحمي والمطاليا

وأسأل من لاقيت هل سقى الحمى ... وهل يسألن عنّي الحمى كيف حاليا

وإني لأستسقي لثنتين بالحمى ... ولو تملكان البحر ما سقتانيا

<<  <  ج: ص:  >  >>