قيس وتميم يسوونهما فِي الكسر، ويقولون فِي الفرد: أوترت أوتر إيتاراً، وفي الذحل: وترته فأنا أتره ترة ووتراً.
ويقَالَ: تواترت الإبل والقطا إذا جاءت بعضها خلف بعض ولم يجئن مصطفات، وأنشد:
قرينة سبع إن تواترن مرة ... ضربن فصفت أرؤس وجنوب
ومنه واتر كتبك.
والمواترة: أن يجيء الشيء بعد الشيء وبينهما هنية، فإن تتابعت فليست بمتواترة.
ويقَالَ: وتر قوسه وأوترها.
وقرأت عَلَى أَبِي بَكْرِ بن دريد للنمر بن تولب:
أشاقتك أطلال دوارس من دعد ... خلاء مغانيها كحاشية البرد
على أنها قَالَت عشية زرتها ... هبلت ألم ينبت لذا حلمه بعدي
أشاقتك: هيجتك وشوقتك.
والمغاني: المنازل التي كانوا يغنون بها، أي يقيمون بها، واحدها مغنىً.
وهبلت: ثكلت، والعرب تقول: لأمك الهبل، أي الثكل.
وقوله: ألم ينبت لذا حلمه بعدي، يعني ضرس حلمه وهو أقصى الأضراس وآخرها نباتاً.
وقَالَ يعقوب: يُقَال: سانيته وفانيته وصاديته وداليته وراديته، وهي المساناة والمفاناة والمصاداة والمدالاة والمراداة، وهي المساهلة، وأنشد للبيد:
وسانيت من ذي بهجة ورقيته ... عليه السموط عابس متغضب
وفارقته والودّ بيني وبينه ... وحسن الثناء من وراء المغيب
وأنشد:
إذا الله سنّى عقد أمر تيسرا
وأَخْبَرَنَا الغالبي قَالَ: قَالَ لنا ابن كيسان أَبُو الحسن: أنشدني هذا البيت المبرد:
فلا تيأسا واستغورا الله إنه ... إذا الله سنّى عقد أمر تيسرا
استغوراه: سلاه الغيرة، وهي الميرة، أي سلاه الرزق.
وأنشد يعقوب لنصيب فِي المفاناة: تقيمه تارةً وتقعده كما يفاني الشموس قائدها وأنشد فِي المصاداة لمزرد:
ظللنا نصادي أمنا عَنْ حميتها ... كأهل الشموس كلهم يتودد