وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حاتم، وعبد الرحمن، عَنِ الأصمعي، عَنْ بعض موالي بني أميّة قَالَ: خرج داود بن سلم إِلَى حرب بن خالد بن يزيد بن معاوية، فلما قدم عليه قام غلمانه إِلَى متاعه فأدخلوه وحطّوا عَنْ راحلته، فلما دخل أنشده:
ولما دفعت لأبوابهم ولاقيت ... حرباً لقيت النجاحا
وجدناه يحمده المعتفون ويأبى ... عَلَى العسر إلا سماحا
ويغشون حتى ترى كلبهم ... يهاب الهرير وينسى النّباحا
فأمر له بجوائز كثيرة، ثم استأذنه فِي الانصراف فأذن له وأعطاه ألف دينار، فلما خرج من عنده وغلمانه جلوس لم يقم إليه أحد منهم ولم يعنه، فظن أن حرباً ساخط عليه فرجع إليه وقَالَ: أواجدٌ أنت عَلَى؟ قَالَ: لا، ولم ذلك؟ فأخبره خبر الغلمان، قَالَ: ارجع إليهم فسلهم، فرجع إليهم فسألهم، فقالوا: إنا ننزل الضيف ولا نرحّله، فلما قدم المدينة، سمع الغاضريّ بحديثه فأتاه فقَالَ: إني أحب أن أسمع هذا الحديث منك، فحدّثه، فقَالَ: هو يهوديّ أو نصرانيّ إن لم يكن فعل الغلمان أحسن من شعرك
وقرأت عَلَى أَبِي بَكْرِ بن دريد، للنمر تولب:
تضمّنت أدواء العشيرة بينها ... وأنت عَلَى أعواد نعشٍ تقلّب
قوله: تضمنت أدواء العشيرة بينها، أي ضمنت ما كان فِي العشيرة من داء أو فساد إذ كنت فيهم حيّاً، وأنت اليوم عَلَى أعواد نعش.
وقَالَ الأصمعي: تضمنت: أصلحت، والمعنى عندي أنه كان يضمن دماء العشيرة فيصلح بينها.