فلولا سرور الشامتين بكبوتي لما رقأت عيناي من واكفٍ يجري على من كفاني والعشيرة كلها نوائب ريب الدهر فِي عثرة الدهر ومن كانت الجارات تأمن ليله إذا خفن من باتت غوائله تسري بصير بما فيه لهنّ حصانةٌ غبيٌّ عَنِ المحجوب بالباب والستر يكفّ أذاه بعد ما بذل عرفه ويحلم حلم لا يذم ولا يزري ويأخذ ممن رام بالهصر هيضه إذا ما أراد الأخذ بالهصر والقسر ولا ينظر الأيسار عَنْ نال يسره ولا ينثني عَنْ فعل خير لدى العسر ولا يتأرّى للعواقب إن رأى له فرصةً يشفى بها وحر الصدر ولكنه ركّاب كل عظيمة يضيق بها صدر الحسود عَلَى الأمر ولست وإن خبّرت أن قد سليته بناسٍ أبا سوداء إلا عَلَى ذكر شمائل منه طيبات يعدنني وأخلاق محمودٍ لدى الزاد والقدر فتى شعشع يروى السنان بكفه وجمع للمولى العطاء مع النصر قَالَ: فكأني والله زبرت الأبيات فِي صدرها، فما زالت تنشدها وتصلح طعامي حتى قرتني ورحت من عندها
وقرأت عَلَى أَبِي بَكْرٍ لقيس بن زهير:
شفيت النفس من حمل بن بدرٍ ... وسيفي من حذيفة قد شفاني
فإن أك قد بردت بهم غليلي ... فلم أقطع بهم إلا بناني