فوالله ما قاربت إلا تباعدت ... بصرمٍ ولا أكثرت إلا أقلّت
ويروى: ولا استكثرت:
فإن تكن العتبى فأهلا ومرحبا ... وحقت لها العتبى لدينا وقلّت
وإن تكن الأخرى فإن وراءنا ... منادح لو سارت بها العيس كلّت
خليليّ إن الحاجبية طلّحت ... قلوصيكما وناقتي قد أكلّت
فلا يبعدن وصلٌ لعزة أصبحت ... بعاقبةٍ أسبابه قد تولّت
أسيئي بنا أو أحسني لا ملومة ... لدينا ولا مقلية إن تقلّت
ولكن أنيلي واذكري من مودةً ... لنا خلةً كانت لديكم فطلّت
فإني وإن صدّت لمثنٍ وصادقٌ ... عليها بما كانت إلينا أزلّت
فما أنا بالداعي لعزّة بالجوى ... ولا شامت إن نعل عزّة زلّت
فلا يحسب الواشون أن صبابتي ... بعزة كانت غمرةً فتجلّت
فأصبحت قد أبللت من دنفٍ بها ... كما أدنفت هيماء ثم استبلّت
فوالله ثم الله ما حلّ قبلها ... ولا بعدها من خلّةٍ حيث حلّت
وما مرّ من يومٍ عَلَى كيومها ... وإن عظمت أيام أخرى وجلّت
وأضحت بأعلى شاهقٍ من فؤاده ... فلا القلب يسلاها ولا العين ملّت
فيا عجباً للقلب كيف اعترافه ... وللنفس لما وطّنت كيف ذلّت
وإني وتهيامي بعزة بعد ما ... تخليت مما بيننا وتخلت
لكالمرتجى ظل الغمامة كلما ... تبوأ منها للمقيل اضمحلت