للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقَالَ قرأ فما تلعثم وما تلعذم، ويقَالَ: جثا يجثو وجذا يجذو إذا قام عَلَى أطراف أصابعه، وأنشد للنعمان بن نضلة:

إذا شئت غنتني دهاقين قريةٍ ... وصناجة تجذوا عَلَى كل منسم

: جعل للإنسان منسماً عَلَى الاتساع، وإنما قَالَ الآخر:

سأمنعها أو سوف أجعل أمرها ... إِلَى ملكٍ أظلافه لم تشقق

فجعل للإنسان ظلفاً، وإنما الظلّف للشاء والبقر، وقَالَ غير الأصمعي، يُقَال: جَثوة وجُثوة وجُثوة، وجَذوة وجُذوة وجِذوة، وقَالَ أَبُو عمرو الشيباني: يلوث ويلوذ سواء، وقَالَ غيره يُقَال: خرجت عثيثة الجرح وغذيذته، وهي مدته وما فيه، وقد غثّ يغثُّ وغذّ يغذّ،

وأنشدنا أَبُو بَكْرِ بن دريد، رحمه الله:

فما كان ذنب بني عامر ... بأن سبّ منهم غلامٌ فسب

بأبيض ذي شطبٍ باترٍ ... يقطّ العظام ويبري العصب

قَالَ: يريد معاقرة غالبٍ أبي الفرزدق، وسُحيم بن وثيل الرياحي، لما تعاقرا بصوأر، فعقر سحيم خمساً ثم بداله، وعقر غالبٌ مائةً.

وقوله سُبّ أي: شتم، وقوله: سَبّ أي قطع، قَالَ: وأصل السَبّ القطع.

وصف عَلَى رضي الله عنه الدنيا وقد سئل ذلك

وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍِ، رَحِمَهُ اللَّهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ، قَالَ: صِفْ لَنَا الدُّنْيَا، فَقَالَ: «وَمَا أَصِفُ لَكَ مِنْ دَارٍ أَوَّلُهَا عَنَاءٌ، وَآخِرُهَا فَنَاءٌ، مَنْ صَحَّ فِيهَا أَمِنَ، وَمَنْ سَقِمَ فِيهَا نَدِمَ، وَمَنِ افْتَقَرَ فِيهَا حَزِنَ، وَمَنِ اسْتَغْنَى فُتِنَ، حَلالُهَا حِسَابٌ، وَحَرَامُهَا عَذَابٌ»

<<  <  ج: ص:  >  >>