ومحمد بن يزيد، وأحمد بن يحيى، قَالَ: وبعض الناس يروي هذه القصيدة لكعب بن سعد الغنوي، وبعضهم يرويها بأسرها لسهم الغنوي وهو من قومه وليس بأخيه، وبعضهم يروي شيئاً منها لسهم، والمرثيّ بهذه القصيدة يكنى أبا المغوار واسمه هرم، وبعضهم يقول: اسمه شبيبٌ، ويحتج ببيت روي فِي هذه القصيدة:
أقام فخلى الظاعنين شبيب وهذا البيت مصنوع، والأول كأنه أصح لأنه رواه ثقة. قال: وزادنا أحمد بن يحيى عن أبي العالية في أولها بيتين، قال: وهؤلاء كانوا يختلفون في تقديم الأبيات وتأخيرها وزيادة الأبيات ونقصانها وفي تغيير الحروف في متن البيت وعجزه وصدره.
وأنا ذاكر ما يحضرني من ذلك، والبيتان اللذان رواهما أبو العالية:
ألا من لقبرٍ لا يزال نهجّه ... شمالٌ ومسياف العشي جنوب
تهجّه: تهدمه، يقال: هجّ البيت وهجمه إذا هدمه. قال أبو عبيدة: ولما قتل بسطام بن قيس لم يبق في بكر بن وائل بيتٌ إلا هجم أي هدم إكباراً لقتله. ومسيافٌ مفعال من سافه يسيفه سيفاً إذا ضربه بالسيف، يريد أنها في حدّتها في الصيف والشتاء كالسيف.
به هرمٌ يا ويح نفسي من لنا ... إذا طرقت للنائبات خطوب
وأولها في رواية الجميع:
تقول سليمى ما لجشمك شاحباً ... كأنّك يحميك الطعام طبيب
فقلت ولم أعى الجواب لقولها ... وللدهر في صمّ السلام نصيب