ألم تعلموا أنى تخاف عرامتي ... وأن قناتي لا تلين عَلَى الكسر
وإني وإياهم كمن نبّه القطا ... ولو لم ينبه باتت الطير لا تسرى
ويروى وأني وهو جيد.
قَالَ وقرأت عليه أيضاً، قَالَ: أنشدنا أحمد بن يحيى، عَنِ ابن الأعرابي:
ومولىً عَلَى ما رابني قد طويته ... حفاظاً وحاربت الذين يحارب
إذا أنت لم تغفر لمولاك أن ترى ... به الجهل أو صارمته وهو عاتب
ولم توله المعروف أوشك أن ترى ... موالي أقوام ومولاك غائب
قَالَ: وقرأت عَلَى أبي عمر، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو العباس، عَنِ ابن الأعرابي، قَالَ: الغّلة: خرقة تشدُّ عَلَى رأس الإبريق وجمعها غلل، والغّلة: ما تواريت فيه، والغلّة حرارة الجوف من العطش وغيره.
قَالَ، وقيل لابنة الخسِّ: أيُّ الطعام أثقل؟ قَالَت: بيض نعام، وصرى عام إِلَى عام، قيل: فأيُّ الطعام أخبث، قَالَت: طريثيث مرّ، أبدى عَنْ رأسه القر قَالَ: والطرثوث: نبت لا بقل ولا شجر ولا شجر ولا جنبة كأنه من جنس الكمأة ينبت مع العضاه، والذّآنين مع الرمث، وقَالَت جارية راعية: طرثوثٌ ولا عضاه له، وذؤنون ولا رمثة له، وذكرٌ ولا رجل له، ثم قعدت عليه
وقَالَ أَبُو العباس: كان الضبُّ قد دفن نفسه فِي التراب وأخرج ذكره، فقَالَت هذا القول ثم قعدت عليه.
وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حاتم، وعبد الرحمن، عَنِ الأصمعي، قَالَ: مرّ أعرابي بأعرابية تبكي زوجها، فقَالَ: وما يبكيكِ! لا جمع الله بينك وبينه فِي الجنة، ثم مر بها بعد ذلك فقَالَ: يا فلانة رفّئيني فإني قد تزوجت، فقَالَت: نعم، بالبيت المهدوم، والطائر المشئوم، والرّحم المعقوم
قَالَ وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍِ، وقَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الرحمن، عَنْ عمه، قَالَ: كانت أم كثير الضّبيّة بذيّة، وكان زوجها كذلك، فاختصما عند بعض ولاة المياه، فقَالَت له: اسكت يا منتن الخصيتين، فقَالَ: يحقُّ لهما أن يكونا كذلك، وهما طبّقا عجانك منذ ثلاثين عاما