للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وبنوه عَلَى مثال خديعة إذ كان فِي معناها، وقوله:

أكناف سرجي أو عنان لجامي

أراد: وعنان لجامي، وقوله: جذع البصيرة أي فتى الاستبصار أي وأنا عَلَى بصيرتي الأولى.

وقوله: قارح الأقدام أي متناه فِي الأقدام.

قَالَ: وأنشدنا أَبُو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة

لئن درست أسباب ما كان بيننا ... من الودّ ما شوقي إليك بدارس

وما أنا من أن يجمع الله بيننا ... عَلَى خير ما كنّا عليه بيائس.

قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بن الأنبارى، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن خلف، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جابر محرز بن جابر، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، قَالَ: أرسلت أمّ جعفر زبيدة، إِلَى أبي العتاهية، أن يقول عَلَى لسانها أبياتاً يستعطف بها المأمون فتأبى، ثم أرسل إليها هذه الأبيات.

ألا إنّ صرف الدهر يدني ويبعد ... ويمتع بالالاف طوراً ويفقد

أصابت بريب الدهر مني يدي يدي ... فسلّمت للأقدار والله أحمد

وقلت لريب الدهر إن هلكت يدٌ ... فقد بقيت والحمد لله لي يد

إذا بقي المأمون لي فالرشيد لي ... ولي جعفرٌ لم يفقدا ومحمد

فلما قرأها المأمون استحسنها وسأل عَنْ قائلها، فقيل: أَبُو العتاهية، فأمر له بعشر آلاف درهم، وعطف عَلَى زبيدة وزاد فِي تكرمتها وأثرتها

قَالَ وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بن دريد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عثمان، عَنِ التؤزي، عَنْ أبى عبيدة، قَالَ: قَالَ موسى: شهوات يهجو عمر بن موسى بن عبيد الله بن معمر، ويمدح عمر بن موسى بن طلحة بن عبيد الله:

تباري ابن موسى يا بن موسى ولم تكن ... يداك جميعاً تعدلان له يدا

تباري إمرأً يسرى يديه مفيدة ... ويمناهما تبني بناءً مشيدّاً

فإنك لم تشبه يداك ابن معمرٍ ... ولكنّما أشبهت عمّك معبدا

وفيك وإن قيل ابن موسى بن معمر ... عروق يدعَنِ المرء ذا المجد قعددا

ثلاثة أعراقٍ فعرقٌ مهذبٌ ... وعرقان شانا ما أصابا فأفسدا

<<  <  ج: ص:  >  >>