للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والذّفيف: السريع، ومنه سمّي الرجل ذفافة، ويقَالَ: ذفّف عَلَى الجريح إذا أجهز عليه، ويقولون قسيم وسيم، فالقسيم: الجميل الحسن، يُقَال: رجل قسيم وامراة قسيمة، والقسام: الحسن والجمال، وأنشد يعقوب:

يسنّ عَلَى مراغمها القسام

وقَالَ العجّاج:

وربّ هذا البلد المقسّم

أي المحسّن، وقَالَ الشاعر:

ويوماً توافينا بوجه مقسم ... كأن ظبية تعطو إِلَى وارق السّلم

أي محسّن، والوسيم: الحسن الجميل، يُقَال: رجل وسيم وامراة وسيمة، والميسم: الحسن والجمال، قَالَ الشاعر:

لو قلت ما فِي قومها لم تيثم ... يفضلها فِي حسبٍ وميسم

ويقولون: قبيح شقيح، فالشّقيح مأخوذ من قولهم شقّح البسر، إذا تغيّرت خضرته بحمرة أو صفرة، وهو حينئذ أقبح ما يكون، وتلك البسرة تسّمى شقحةً، وحينئذ يُقَال: أشقح النخل، فمعنى قولهم: قبيح شقيح متناهى القبح، ويمكن أن يكون بمعنى مشقوح من قول العرب: لأشقحنّك شقح الجوز بالجندل أي لأكسرنّك، فيكون معناه قبيحا مكسورا، وقَالَ اللحياني: شقيح لقيح، فالشّقيح هاهنا المكسور عَلَى ما ذكرنا، والّلقيح مأخوذ من قولهم لقحت الناقة، ولقح الشجر، ولقحت الحرب، فمعناه مكسور حامل للشرّ، قَالَ: وحكي عَنْ يونس: شقيح نبيح، فالنبيح مأخوذ من النّباح ومعناه مكسور كثير الكلام، ويقولون: كثيرُ بثيرُ، فالبثير هو الكثير مأخوذ من قولهم: ماء بثر أي كثير، فقالوا بثير لموضع كثير، كما قالوا: مهرة مأمورة، وسكّة مأبورة، وإنّي لآتية بالغدايا والعشايا، ويقولون: كثير بذير، فالبذير، المبذور وهو المفرّق، ويقولون: كثير بجيرٌ، فالبجير لغة فِي البجيل، وهو العظيم، كما قالوا: وجلت منه ووجرت منه، ويقولون: بذير عفير، والبذير: المبذور، والعفير: المفرق فِي العفر وهو التراب، أو المجعول فِي العفر، ويقولون: ضئيل بئيل، فالبئيل هو الضئيل.

<<  <  ج: ص:  >  >>