كتاب هداية المريد، إلى الطريق الرشيد، وكتاب معاهد الجمع، في مشاهد السمع، وله ديوان شعر يدل على مشربه الرائق، ومقامه الفائق، ومن شعره ما أورده في كتابه معاهد الجمع:
شربت من نغمات القدس كاساتي ... وقام يرقص ناسوتي بآلاتي
وكنت في حان لاهوتي نشاهده ... وشاهدي اليوم ممحو بأثبات
متى سمعت؟ وإني منه مستمع ... والآن فقد بأوصافي وحالاتي
ولو نظرت وما عنه حجبت وبي ... عرائس الجمع يجلوها بمرآتي
ومنه ما أورده في كتاب هداية المريد:
شهدناك في مرآة كل حقيقة ... تليح لنا فيها الذي أنت تعلمه
وتهدي لنا منها قلوباً توجهت ... لتعرف ما يخفي المحب ويكتمه
وأعلمتنا منها بوحدتك التي ... بها طلعت من مشرق الحق أنجمه
فلما عرفناها عرفنا توجهاً ... إليك فلا وهم علينا نحكمه
فأظهرت وجه النور غير مبرقع ... فأذهب عنا ما الفؤاد توهمه
فعدنا مفيضين المعارف فيالورى ... وأخمصنا الصيد الأماجد تلثمه
على أننا في مهلة الشوق لم يرم ... وحر هوانا بالتذكر نضرمه
ونرسل من آماقنا كل مدمع ... وحالتنا تقضي بأنا نحمحمه
ومن شعره ما أنشده شيخنا شيخ الإسلام محب الدين الحموي قال: كتب إلي الأستاذ الإمام سيدي محمد البكري في صدر مكاتبة إلي، وأنا قاض بثرمنت:
يا نسمة البان بل يا نسمة الشيح ... أن رحت يوماً إلى من عندهم روحي
خذي لهم من ثنائي عنبراً عبقاً ... وأوقديه بنار من تباريحي
حدثنا شيخنا المذكور قال: لما اجتمعت بسيدي محمد البكري قال لي: ما اسمكم قلت عبدكم محب الدين قال: بحم أقسم إني محب، ومحاسنه كثيرة، ولطائفه شهيرة ومن كراماته ما حدث عنه أحد جماعته الشيخ الفاضل عبد الرحيم الشعراوي قال: جاورت بمكة المشرفة مع الأستاذ سيدي محمد البكري الصديقي في بعض مجاوراته، وكنت كثير الملازمة له شديد الاتصال به، فبينما هو جالس يوماً بالحرم الشريف عند منزله باب إبراهيم، وأنا عنده إذ جاء الخادم من منزله، فطلب شيئاً من النفقة، ولم يكن معه إذ ذاك ما ينفق. فقال للخادم: نرسل الآن إن شاء الله فمضى الخادم، ثم عاد وألح في الطلب، فأجاب الشيخ بما