للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

متلهّف وفؤاده متلهّب ... كيف البقاء «١» مع احتدام حريقه؟

متموّج بحر الدموع بخدّه «٢» ... أنّى خلاص يرتجى لغريقه

متجرّع صاب «٣» النّوى من هاجر ... ما إن يحنّ للاعجات مشوقه

يسبي الخواطر حسنه ببديعه ... يصبي النّفوس جماله بأنيقه

قيد النواظر إذ يلوح لرامق ... لا تنثني «٤» الأحداق عن تحديقه

للبدر لمحته كبشر ضيائه ... للمسك نفحته كنشر فتيقه «٥»

سكرت خواطر لا محيه كأنّهم ... شربوا من الصّهباء «٦» كأس رحيقه

عطشوا لثغر لا سبيل لريقه ... إلّا كلمحهم للمع بريقه

ما ضرّ مولى عاشقوه عبيده ... لو رقّ إشفاقا لحال رقيقه

عنه اصطباري ما أنا بمطيعه ... مثل السّلوّ ولا أنا بمطيقه

سجع الحمام يشوق ترجيع الهوى ... فأثار شجو مشوقه بمشوقه

وبكت هديلا راعها تفريقه ... ويحقّ أن يبكي أخو تفريقه

وبكاء أمثالي أحقّ «٧» لأنني ... لم أقض للمولى أكيد حقوقه

وغفلت في زمن الشباب المنقضي ... أقبح بنسخ بروره بعقوقه

وبدا المشيب وفيه زجر ذوي النّهى ... لو كنت مزدجرا لشيم «٨» بروقه

حسبي ندامة آسف ممّا جنى ... يصل النّشيج «٩» لوزره بشهيقه

ويرمّ «١٠» ما خرم الهوى زمن الصّبا ... ويروم من مولاه رتق فتوقه

ويردّد الشكوى لديه تذلّلا ... علّ الرّضا يحييه «١١» درك لحوقه

فيصحّ من سكر التّصابي صحوه «١٢» ... نسخا لحكم صبوحه بغبوقه «١٣»