لو كنت يمّمت التّقى وصحبته ... وسلكت إيثارا سواء طريقه «١»
لأفدت منه فوائدا وفرائدا ... عرضت تسام لرابح في سوقه
لله أرباب القلوب فإنهم ... من حزب من نال الرّضا وفريقه
قاموا وقد نام الأنام فنورهم ... هتك الدّجا بضيائه وشروقه
وتأنّسوا بحبيبهم فلهم به ... بشر لصدق الفضل في تحقيقه
قصّرت عنهم عندما سبقوا المدى ... ولسابق فضل على مسبوقه
لولا رجاء تلمّحي «٢» من نورهم ... يحيي الفؤاد بسيره وطروقه
وتأرّج يستاف من أرواحهم ... سبب انتعاش الرّوح طيب خلوقه «٣»
لفتنت «٤» من جرّا «٥» جرائري «٦» التي ... من خوفها قلبي حليف خفوقه
ومعي رجاء توسّل أعددته ... ذخرا لصدمات الزمان وضيقه
حبّي ومدحي أحمد الهادي الذي ... فوز الأنام يصحّ في تصديقه
أسمى الورى في منصب وبمنسب ... من هاشم زاكي النّجار عريقه
الحقّ أظهره عقيب خفائه ... والدّين نظّمه لدى تفريقه
ونفى هداه ضلالة من جائر ... مستوثق بنعوته ولعوقه «٧»
سبحان مرسله إلينا رحمة ... يهدي ويهدى الفضل من توفيقه
والمعجزات بدت بصدق رسوله ... وحقيقه بالمأثرات خليقه
كالظّبي في تكليمه والجذع في ... تحنينه والبدر في تشقيقه
والنّار إذ خمدت بنور ولادة «٨» ... وأجاج ماء قد حلا من ريقه
والزّاد قلّ فزاد من بركاته ... فكفى الجيوش بتمره وسويقه
ونبوع ماء الكفّ من آياته ... وسلام أحجار غدت بطريقه
والنخل لمّا أن دعاه مشى له ... ذا سرعة بعروقه وعذوقه «٩»
والأرض عاينها وقد زويت له ... فقريب ما فيها رأى كسحيقه «١٠»