وكذا ذراع الشّاة قد نطقت له ... نطق اللسان فصيحه وذليقه
ورمى عداه بكفّ حصبا «١» فانثنت ... هربا كمذعور الجنان فروقه «٢»
وعليه آيات الكتاب تنزّلت ... تتلى بعلو جلاله وبسوقه
فأذيق «٣» من كأس المحبّة صرفها ... سبحان ساقيه بها ومذيقه
حاز السّناء وناله بعروجه ... جاز السماء طباقها بخروقه
ولكم له من آية من ربّه ... ورعاية «٤» وعناية بحقوقه
يا خيرة الأرسال عند إلهه ... يا محرز العليا على مخلوقه
علّقت آمالي بجاهك عدّة ... والقصد ليس يخيب في تعليقه
ووثقت «٥» من حبل اعتمادي عمدة ... لتمسّكي بقويّه ووثيقه
ولئن غدوت أخيذ ذنبي إنني ... أرجو بقصدك أن أرى كطليقه
وكساد سوقي مذ لجأت لبابكم «٦» ... يقضي حصول نفوذه ونفوقه
ويحنّ قلبي وهو في تغريبه ... لمزاره لرباك «٧» في تشريقه
وتزيد لوعته متى حثّ السّرى ... حاد حدا بجماله وبنوقه
وأرى قشيب العمر أمسى باليا ... ومرور دهري جدّ في تمزيقه
وأخاف أن أقضي ولم أقض المنى ... بنفوذ سهم منيّتي ومروقه
فمتى أحطّ على اللّوى رحلي وقد ... بلغت ركابي للحمى وعقيقه
وأمرّغ الخدّين في ترب غدا ... كالمسك في أرج شذا منشوقه
وأعيد إنشادي وإنشائي «٨» الثّنا ... ببديع نظم قريحتي ورقيقه
حتى أميل العاشقين تطرّبا ... كالغصن مرّ صبا على ممشوقه
وتحيّة التسليم أبلغ شافعي «٩» ... وثنا المديح حديثه وعتيقه
ولذي الفخار وذي العلى «١٠» ووزيره ... صدّيقه وأخي الهدى فاروقه
مني السلام عليهم كالزّهر في ... تأليفها والزّهر في تأليفه «١١»