تخبّ بركّاب تحبّ وصولها ... لأرض بها باد سنى وسناء
فأنفاسها ما إن تني صعداؤها ... وأنفاسهم «١» من فوقها سعداء
هم عالجوا إذ عجّل السّير داءهم ... وأشباه مثلي مدنفون بطاء
فعدت ودوني للحبيب ترحّلوا ... وما قاعد والراحلون سواء
له وعليه حبّ قلبي وأدمعي ... وقد صحّ لي حبّ وسحّ بكاء
بطيبة هل أرضى وتبدو سماؤها؟ ... وإن تك أرضا فالحبيب سماء
شذا نفحها واللّمح منها كأنه ... ذكاء عبير والضّياء ذكاء «٢»
فيا حاديا غنّي وللرّكب حاديا ... عنائي «٣» بعد البعد عنك عناء
بسلع فسل عمّا أقاسي من الهوى ... وسل بقباء إذ يلوح قباء
وفي عالج منّي بقلبي لاعج «٤» ... فهل لي علاج عنده وشفاء؟
وفي الرقمتين أرقم الشوق لاذع ... ودرياقه أن لو يباح لقاء
أماكن تمكين وأرض بها الرضى ... وأرجاء فيها للمشوق رجاء
ومن المقطوعات قوله «٥» : [الكامل]
أدب الفتى في أن يرى متيقّظا ... لأوامر من ربّه ونواه
فإذا «٦» تمسّك بالهوى يهوي به ... والحبل «٧» منه لمن تيقّن واه
ومن ذلك «٨» : [المنسرح]
يا من بدنياه ظلّ في لجج ... حقّق بأنّ النّجاة في الشاطي «٩»
تطمع في إرثك الفلاح وقد ... أضعت ما قبله من اشراط
كن حذرا في الذي طمعت به ... من حجب نقص وحجب إسقاط
وقال «١٠» : [الطويل]
ترى شعروا أني غبطت نسيمة ... ذكت بتلاقي الرّوض غبّ الغمائم