وقال من قصيدة أولها في غرض النسيب «١» : [الطويل]
أأرجو أمانا منك واللحظ غادر ... ويثبت عقلي «٢» فيك والطّرف ساحر؟
أعدّ سليمان أليم عذابه ... لهدهد «٣» قلبي فهو للبين صائر «٤»
أشاهد منه الحسن في كل نظرة ... وناظر أفكاري بمغناه «٥» ناظر
دعت للهوى أنصار سحر جفونه ... فقلبي له عن طيب نفس مهاجر
إذا شقّ عن بدر الدّجى أفق زرّه «٦» ... فإني بتمويه العواذل كافر
وفي حرم السّلوان طافت «٧» خواطري ... وقلبي لما في وجنتيه مجاور
وقد ينزع القلب المبلّى «٨» لسلوة ... كما اهتزّ من قطر الغمامة طائر
يقابل أغراضي بضدّ مرادها ... ولم يدر أنّ الضّدّ للضّدّ قاهر
ونار اشتياقي صعّدت مزن أدمعي ... فمضمر سرّي فوق خدّي ظاهر
وقد كنت باكي العين والبين غائب ... فقل لي كيف «٩» الدمع والبين حاضر
وليس النّوى بالطبع مرّا وإنما ... لكثرة ما شقّت عليه المرائر
ومنها في وصف ليلة «١٠» :
وزنجيّة فات الكؤوس بنحرها ... قلائد ياقوت عليها الجواهر
ولا عيب فيها غير أنّ ذبالها ... يقطّب فتبدو للكؤوس «١١» سرائر
تجنّبت فيها نيل كل صغيرة ... وقد غفرت فيها لديّ الكبائر
ومن السّليمانيات من قصيدة «١٢» : [الكامل]
يا بارقا، قاد الخيال فأومضا ... اقصد بطيفك مدنفا قد غمّضا
ذاك الذي قد كنت تعهد نائما ... بالسّهد من بعد الأحبّة عوّضا