لهفي على عمر مضى أنضيته ... في ملعب للتّرّهات فسيح «١»
يا زاجر الوجناء يعتسف الفلا ... والليل يعثر في فضول مسوح
يصل السّرى سبقا إلى خير الورى ... والرّكب بين موسّد وطريح
لي في حمى ذاك الضّريح لبانة ... إن أصبحت لبنى «٢» أنا ابن ذريح
وبمهبط الرّوح الأمين أمانة ... اليمن فيها والأمان لروحي
يا صفوة الله المكين مكانه ... يا خير مؤتمن وخير نصيح
أقرضت فيك الله صدق محبّتي ... أيكون تجري فيك غير ربيح؟
حاشا وكلّا أن «٣» تخيب وسائلي ... أو أن أرى مسعاي غير نجيح
إن عاق عنك قبيح ما كسبت يدي ... يوما فوجه العفو غير قبيح
واخجلتا «٤» من حلبة «٥» الفكر التي ... أغريتها بغرامي المشروح
قصرت خطاها بعد ما ضمّرتها ... من كلّ موفور الجمام جموح
مدحتك آيات الكتاب فما عسى ... يثني على علياك نظم مديحي «٦»
وإذا كتاب الله أثنى مفصحا ... كان القصور قصار كلّ فصيح
صلّى عليك الله «٧» ما هبّت صبا ... فهفت بغصن في الرّياض مروح
واستأثر الرحمن جلّ جلاله ... عن خلقه بخفيّ سرّ الروح
وأنشدت السلطان ملك المغرب ليلة الميلاد الأعظم من عام ثلاثة وستين وسبعمائة هذه القصيدة «٨» : [الطويل]
تألّق نجديّا فأذكرني نجدا ... وهاج بي الشّوق المبرّح والوجدا
وميض رأى برد الغمامة معقلا «٩» ... فمدّ يدا بالتّبر أعلمت البردا
تبسّم في مجريّة «١٠» قد تجهّمت ... فما بذلت وصلا ولا ضربت وعدا
وراود منها فاركا قد تنعّمت ... فأهوى لها نصلا وهدّدها رعدا