للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فحلّتها «١» الحمراء من شفق الضّحى ... نضاها وحلّ المزن من جيدها عقدا

لك الله من برق كأنّ وميضه ... يد الساهر المقرور قد قدحت زندا

تعلّم من سكّانه شيم النّدى ... فغادر أجراع الحمى روضة تندى

وتوّج من نوّارها قنن «٢» الرّبا ... وختّم من أزهارها القضب الملدا

لسرعان ما كانت مناسف للصّبا ... فقد ضحكت زهرا وقد خجلت وردا

بلاد عهدنا في قرارتها الصّبا ... يقلّ لذاك العهد أن يألف العهدا

إذا ما النّسيم اعتلّ في عرصاتها ... تناول فيها البان والشّيح والرّندا

فكم في مجاني وردها من علاقة ... إذا ما استثيرت أرضها أنبتت وجدا

إذا استشعرتها النّفس عاهدت الجوى ... إذا ما التمحتها العين عاقدت السّهدا

ومن عاشق حرّ إذا ما استماله ... حديث الهوى العذريّ صيّره عبدا

ومن ذابل يحكي المحبّين رقّة ... فيثني إذا ما هبّ عرف الصّبا قدّا

سقى الله نجدا ما نضحت بذكرها ... على كبدي إلّا وجدت لها بردا

وآنس قلبي فهو للعهد حافظ ... وقلّ على الأيام من يحفظ العهدا

صبور وإن لم يبق إلّا ذبالة ... إذا استقبلت مسرى الصّبا اشتعلت وقدا

صبور إذا الشّوق استجاد كتيبة ... تجوس خلال الصّبر كان لها بندا

وقد كنت جلدا قبل أن يذهب النّوى ... ذمائي وأن يستأصل العظم والجلدا

أأجحد حقّ الحبّ والدمع شاهد ... وقد وقع التّسجيل من بعد ما أدّى؟

تناثر في إثر الحمول «٣» فريده ... فلله عينا من رأى الجوهر الفردا

جرى يققا في ملعب الخدّ «٤» أشهبا ... وأجهده ركض الأسى فجرى وردا

ومرتحل أجريت دمعي خلفه ... ليرجعه فاستنّ في إثره قصدا

وقلت لقلبي: طر إليه برقعتي ... فكان حماما في المسير بها هدّا

سرقت صواع العزم يوم فراقه ... فلجّ ولم يرقب صواعا «٥» ولا ودّا

وكحّلت عيني من غبار طريقه ... فأعقبها دمعا وأورثها سهدا

إلى الله كم أهدى بنجد وحاجر ... وأكنى بدعد في غرامي أو سعدى