أسفي على ما ضاع من حظّي بها ... لا تنقضي ترحاته ونحيبي «١»
إن أشرقت شمس شرقت بعبرتي ... وتفيض في وقت الغروب غروبي «٢»
حتى لقد علّمت ساجعة الضّحى ... شجوي وجانحة الأصيل شحوبي «٣»
وشهادة الإخلاص توجب رجعتي ... لنعيمها من غير مسّ لغوب
يا ناصر الدين الحنيف، وأهله ... إنضاء مسغبة وفلّ خطوب
حقّق ظنون بنيه فيك فإنهم ... يتعلّلون بوعدك المرقوب
ضاقت مذاهب نصرهم فتعلّقوا ... بجناب عزّ من علاك رحيب
ودجا ظلام الكفر في آفاقهم ... أو ليس صبحك منهم بقريب «٤» ؟
فانظر بعين العزّ من ثغر غدا ... حذر العدا يرنو بطرف مريب
نادتك أندلس ومجدك ضامن ... أن لا تخيب لديك في مطلوب «٥»
غصب العدوّ بلادها وحسامك ... الماضي الشّبا مسترجع المغصوب
أرها «٦» السّوابح في المجاز حقيقة ... من كلّ قعدة محرب وجنيب
يتأوّد الأسل المثقّف فوقها ... وتجيب صاهلة رغاء نجيب «٧»
والنّصر يضحك كلّ مبسم غرّة ... والفتح «٨» معقود بكلّ سبيب
والرّوم فارم بكلّ نجم ثاقب ... يذكي بأربعها شواظ لهيب
بذمايل «٩» السّلب التي تركت بني ... زيّان بين مجدّل وسليب
وأضف إلى لام الوغى ألف القنا ... تظهر لديك علامة التّغليب
إن كنت تعجم بالعزائم عودها ... عود الصّليب اليوم غير صليب
ولك الكتائب كالخمائل أطلعت ... زهر الأسنّة فوق كلّ قضيب
فمرنّح العطفين لا من نشوة ... ومورّد الخدّين غير مريب
يبدو سداد الرأي في راياتها ... وأمورها تجري على تجريب