للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد وردت نهر المجرّة سحرة ... غوائص فيه مثلما تفعل البطّ

وقد جعلت تفلي بأنملها الدّجى «١» ... ويرسل «٢» منها في غدائره مشط

يحفّ «٣» عباب الليل عنها جواهر «٤» ... فيكثر فيها النّهب للحين واللّقط

فعادت «٥» خيالا مثلها، غير أنّه ... من البثّ والشكوى يبين له لغط

سرت سلخ شهر في تلفّت مقلة ... على كثب «٦» الأحلام تسمو وتنحطّ

لي الله من نفس شعاع ومهجة ... إذا قدحت لم يخب من زندها سقط

ونقطة قلب أصبحت منشأ الهوى ... وعن نقطة مفروضة ينشأ الخطّ «٧»

فأقسم لولا زاجر الشّيب والنّهى ... ونفس لغير الله ما خضعت قطّ

لريع لها الأحراس منّي بطارق ... مفارقه شمط وأسيافه شمط

تناقله كوماء «٨» سامية الذّرى ... ويقذفه شهم من النّيق منحطّ

ولولا النّهى لم تستبن «٩» سبل الهدى ... وكاد وزان الحقّ يدركه الغمط

ولولا عوادي الشّيب لم يبرح الهوى ... يهيّجه نوء على الرّمل مختطّ

ولولا أمير المسلمين محمد ... لهالت بحار الرّوع واحتجب الشّطّ

ينوب عن الإصباح إن مطل الدّجى ... ويضمن سقيا السّرح إن عظم القحط

تقرّ له الأملاك بالشيم العلا ... إذا بذل المعروف أو نصب القسط

أرادوه فارتدّوا وجاروه فانثنوا ... وساموه في مرقى الجلالة فانحطّوا «١٠»

تثرّ «١١» على المدّاح غرّ خلاله ... وما رسموا فوق الطّروس وما خطّوا «١٢»

تعلّم منه الدهر حاليه في الورى ... فآونة يسخو وآونة يسطو «١٣»