للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يمانية المناسي «١» والمواضي ... مفاخرها رسوم مستقلّه

فمن نار الوغى في كلّ واد ... ومن نار القرى في كل حلّه

ومن وصل الخطاب بكل ناد ... ومن فضل الثّناء بكل ملّه

تهشّ لنا البدور بكل خدر ... وتهوانا الشّموس بكل كلّه

ويمرضنا العفاف فكم عليل ... وما غير الهوى والكتم علّه

تحجّ بيوتنا القصّاد دأبا ... فلا تنفكّ طائفة مهلّه

بحيث البيض ضامنة المساعي ... وحيث السّمر مثمرة مغلّه

فعند السلم محرمة عكوف ... وعند الحرب فاتكة محلّه

وحيث الجرد للغارات تردي ... فتتركها «٢» جواسر مشمعلّه

ولم أر مثلنا في الدهر قوما ... رياح الجو تلحف بالأجلّه

وتضطبن الصواعق في غمود ... وتقتنص البوارق بالأهلّه

فتطعمنا المجاني والرّواسي ... وتسقينا الغيوث المستهلّه

وتفترش البطاح لنا الحشايا ... وللرّايات أروقة مظلّه

وتعرف من أغرّتنا الدّياجي ... لعزّ الله خاضعة أذلّه

أبا عبد الإله «٣» ، فدتك نفس ... على ما حزت من فضل مدلّه

دعوتك مستجدّا عهد أنس ... أبلّته الليالي المستملّه

وقد ظعن الصّبا إلّا ادّكار ... وقد ذهب الهوى إلّا تعلّه

فساعدني عليه من اغتراب ... له في مهجتي وخز الأخلّه

وما حلني «٤» بفخرك في صريح ... فكم تاج هناك وكم تجلّه

ودمت مجمّعا شمل المعالي ... ومقتادا، أم الدّنيا «٥» شملّه؟

وقلت أرثي ثلاثة من الإخوان تقاربت وفياتهم، جمع الله الشّمل بهم في دار الرضوان والمغفرة بمنّه: [الطويل]

أسائلكم، هل من خبير وسلوان «٦» ... ففي ليل همّي ضاع أو سيل أجفاني؟