وقلت وفيه الإشارة إلى الكاتب ابن الكواب «١» : [المتقارب]
بأوت على زمني همّة ... فأعتبني الزمن «٢» العاتب
وشرّفني الله في موطني ... وفي بيته يشرف الكاتب
وقلت، وهو من التخلّص المخترع، وقد جرى بعض ما مدح به الملوك من بني العباس: [البسيط]
أقول والليل أعياني تطاوله ... وأوسع الذّمّ والتّعنيت أسوده
ما كان يجرؤ ليلي أن يطاولني ... شعاركم يا بني العباس أيّده
وقلت وهو من بديع التخلص: [البسيط]
أقول والصبح لا تبدو مخايله ... وقد تعجّبت من سهدي ومن أرقي «٣»
كأنما الليل زنجي ملابسه ... قد زيّنت بلآلئ أنجم الأفق
ونام سكرا فلا شيء ينبّهه ... لما يخشى حراكا حمرة الشّفق
وقلت من أبيات أمدح السلطان أبا الحجاج رحمه الله «٤» : [الكامل]
في مصر قلبي من خزائن يوسف ... حبّ وعير مدامعي تمتاره «٥»
حلّيت شعري باسمه فكأنّه ... في كل قطر جلّه «٦» ديناره
وخاطبت ولده، رضي الله عنه، معترفا بحبّي فيه، وكره الخدمة «٧» : [الكامل]
قالوا: لخدمته دعاك محمد ... فكرهتها وزهدت في التّنويه
فأجبتهم أنا والمهيمن كاره ... في خدمة المولى محبّ فيه
وراجعته عن كتاب كتب لي بخطه، من فصوله الإنحاء على رداءة الحبر:
[الطويل]
إذا ما تجلّى النّور في جنح ظلمة ... جلاها كما تجلو الدّجى غرّة الفجر
فلا تنكرنّ الحبر إن حال لونه ... فوجهك يجلو ظلمتي اللّيل والحبر