من فوق جسورها، وأدنوا «١» إليها بالضّروب، من حيل الحروب، بروجا مشيدة، ومجانيق توثّق حبالها منها نشيدة، وخفقت بنصر الله عذبات الأعلام، وأهدت الملائكة مدد الإسلام «٢» ، فخذل الله كفّارها، وأكهم «٣» شفارها، وقلّم بيد قدرته أظفارها، فالتمسوا الأمان للخروج، ونزلوا عن «٤» مراقي العروج، إلى الأباطح والمروج، من سمائها ذات البروج، فكان بروزهم إلى العراء من الأرض «٥» ، تذكرة بيوم العرض، وقد جلّل المقاتلة الصّغار «٦» ، وتعلّق بالأمّهات النّشء الصّغار «٧» .
«١٠» إلى آخرها «١١» ، فكاد «١٢» الدّمع يغرق الآماق، والوجد يستأصل الأرماق، وارتفعت الزّعقات، وعلت الشّهقات «١٣» ، وجيء بأسرى المسلمين يرسفون في القيود الثّقال، وينسلون من أجداث «١٤» الاعتقال، ففكّت عن سوقهم أساود١»
الحديد، وعن أعناقهم فلكات البأس الشّديد، وظلّلوا بجناح اللّطف العريض المديد، وترتّبت في المقاعد الحامية، وأزهرت بذكر الله المآذن السّامية، فعادت «١٦» المدينة لأحسن أحوالها، وسكنت من بعد أهوالها، وعادت الجالية إلى أموالها، ورجع إلى القطر شبابه، وردّ على دار